الأمين العام للإنتربول يُصرِّح خلال مؤتمر الفيفا أنّ ما من حل سريع لمكافحة الفساد في مجال الرياضة

٢٥ مايو، ٢٠١٢

بودابست (هنغاريا) - قال الأمين العام للإنتربول، في كلمة ألقاها أمام المسؤولين المشاركين في مؤتمر الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) لعام 2012، إن ضلوع شبكات الجريمة المنظمة عبر الوطنية المتزايد في المراهنات غير المشروعة والتلاعب بنتائج المباريات قد جعل من الفساد في مجال الرياضة تهديدا عالميا يمس أمن شعوب العالم أجمع.

وصرّح الأمين العام للإنتربول رونالد ك. نوبل خلال الاجتماع الذي ضمّ ممثلين عن أوساط كرة القدم في مختلف أنحاء العالم أن للفساد في مجال الرياضة اليوم تأثيرا يتعدّى سمعة وأسباب معيشة الرياضيين المحترفين والاتحادات الرياضية.

وقال الأمين العام نوبل: ’’إن اتساع نطاق الجريمة المنظمة عبر الوطنية على الصعيد العالمي، والأرباح الطائلة التي تدرّها المراهنات غير المشروعة، وإمكانية استغلال اللاعبين، والإمكانات التي يوفرها الإنترنت، جميعها أمور أفضت إلى إتاحة وتيسير المراهنات على نتائج المباريات في جميع أنحاء العالم إلى حد كبير، الأمر الذي أدّى بالتالي إلى تزايد حالات التلاعب بنتائج المباريات والنتائج المشبوهة‘‘.

وأضاف الأمين العام للإنتربول قائلا: ’’لقد أقرّ كل من الإنتربول والفيفا بتفاقم هذه المشكلة، وقد بدا جليا أنّ تحرّك المنظمتين السريع والجدي سوف يتيح لنا طمأنة لاعبي كرة القدم ومشجعيها إلى أنه يمكن معالجة هذه المشكلة الخطيرة معالجة شاملة على المدى البعيد‘‘.

وقال رئيس الفيفا جوزيف س. بلاتر: ’’إننا ممتنون جدا للإنتربول وأمينه العام رونالد ك. نوبل على الدعم الكبير الذي قدماه لنا حتى الآن، وإننا مسرورون جدا بالنتائج التي حققتها شراكتنا، ولا سيما في مجال مكافحة التلاعب بنتائج المباريات‘‘.

وأضاف السيد بلاتر قائلا: ’’نحن ندرك أن هذه المعركة هي معركة في غاية الأهمية تفرض علينا التعاون من أجل تحقيق النجاح والحفاظ على نزاهة هذه الرياضة، ونتطلع إلى مواصلة التعاون الوثيق معكم لتحقيق هذا الهدف‘‘.

وضيف شرف مؤتمر الفيفا، لاعب كرة القدم الإيطالي سيموني فارينا، الذي أبلغ الشرطة في تشرين الثاني/نوفمبر 2011 عن محاولة رشوة للتلاعب بنتيجة إحدى المباريات، كان قد كُرِّم من قبل الإنتربول في مطلع هذه السنة من خلال تقليده ميدالية تذكارية. ويمنح الإنتربول هذه الميدالية في إطار ’’صندوق الإنتربول من أجل عالم أكثر أمانا‘‘ تكريما لكل من أسهم بشكل فعال في منع الجريمة وإنفاذ القانون على الصعيد المحلي والوطني والعالمي.

وقال السيد نوبل مشيرا إلى نتائج الشراكة التي أُقيمت منذ عام بين الإنتربول والفيفا: ’’إن الفساد في مجال الرياضة مشكلة معقدة جدا وما من حل سريع لها. لذا، فإنه من الأهمية بمكان أن نقوم، بالإضافة إلى جهود إنفاذ القانون المستمرة التي نبذلها، بمواصلة تكثيف جهودنا الرامية إلى منع الفساد‘‘.

ومن أهم التطورات المحرزة في هذا المجال إنشاء وحدة متخصصة في الإنتربول تتمثل مهمتها في تعبئة أجهزة إنفاذ القانون في العالم أجمع وفي توفير منبر إعلامي لضمان تعريف أكبر عدد ممكن من الأشخاص بمبادرة الإنتربول والفيفا المعنية بالتدريب والتثقيف والوقاية.

وقد جمعت الوحدة المعنية بالنزاهة في مجال الرياضة اختصاصيين في مجالات إنفاذ القانون، والرياضة، والمراهنات الرياضية، في إطار اجتماعات للخبراء؛ ونظمت حلقة تدريبية وطنية نموذجية شارك فيها أفراد من الشرطة، ولاعبون، وحكام، وممثلون عن الهيئات التنظيمية والمؤسسات الأكاديمية.

وبحلول نهاية عام 2012، سيُوفَّر التدريب للحكام ومساعديهم الذين سيشاركون في مباريات كأس العالم لكرة القدم لعام 2014 في البرازيل، وسيُطلَق أيضا برنامج للتعلُّم الإلكتروني صُمم كأداة وقائية للاعبين الذين قد يستهدفهم مجرمون يسعون إلى التلاعب بنتيجة إحدى المباريات.

وبالإضافة إلى إيفاد فريق الإنتربول للدعم في الأحداث الكبرى إلى بولندا وأوكرانيا في إطار كأس أوروبا للأمم لعام 2012، سينفذ الإنتربول أيضا عملية ’’سوغا ‘‘ - وهي مختصر لعبارة ’’المراهنات في مباريات كرة القدم‘‘ باللغة الإنكليزية – التي تستهدف المراهنات غير المشروعة في كرة القدم في جميع أنحاء منطقة جنوب شرق آسيا.

وقد أسفرت عمليات ’’سوغا ‘‘ الثلاث التي نُفِّذت في المنطقة المذكورة خلال البطولات الكبرى في كرة القدم عن اعتقال حوالى 000 7 شخص، ومصادرة مبالغ نقدية فاقت قيمتها 26 مليون دولار من دولارات الولايات المتحدة، وإغلاق أوكار للمراهنات غير المشروعة كانت تتعامل بمبالغ تعدّت قيمتها ملياري دولار.‏