اعتقال مئات الأشخاص ومصادرة أصول بالملايين في عملية عالمية للإنتربول استهدفت جرائم الاحتيال باستخدام أساليب الهندسة الاجتماعية

١٥ يونيو، ٢٠٢٢
التعاون الشرطي الدولي يستهدف جرائم الاحتيال باستخدام وسائل الاتصالات والاحتيال بإصدار أوامر زائفة لتحويل الأموال، وما يتصل بها من جرائم غسل أموال

ليون (فرنسا) - أسفرت عملية عالمية لمكافحة جرائم الاحتيال باستخدام أساليب الهندسة الاجتماعية عن تحديد هوية محتالين في العالم أجمع، وضبط أصول إجرامية ضخمة، وتبيان قرائن جديدة مفيدة للتحقيقات في جميع القارات.

وفي إطار العملية التي استغرقت شهرين (8 آذار/مارس - 8 أيار/مايو) وأُطلق عليها الاسم الرمزي First Light 2022، شارك 76 بلدا في حملة دولية استهدفت مجموعات الجريمة المنظمة الضالعة في جرائم الاحتيال باستخدام وسائل الاتصالات وأساليب الهندسة الاجتماعية.

وداهمت أجهزة الشرطة في البلدان المشاركة مراكز الاتصالات الوطنية المشتبه في ارتكابها جرائم نصب واحتيال باستخدام وسائل الاتصالات، وتحديدا الخداع بالهاتف وعمليات الاحتيال العاطفي والنصب بواسطة البريد الإلكتروني والجرائم المالية ذات الصلة.

أصول غير مشروعة على شكل مبالغ مالية نقدية صادرتها الشرطة في هونغ كونغ (الصين) خلال عملية First Light 2022.
أدلة رقمية ضبطتها الشرطة القضائية (Polícia Judiciária) خلال عملية First Light 2022، وستخضع حاليا لتحليل جنائي من أجل تحديد أسلوب العمل المستخد
أجهزة رقمية وهواتف نقالة ووثائق رسمية مزورة ضبطتها الشرطة في هونغ كونغ (الصين) خلال عملية First Light 2022.
أدلة رقمية ووثائق رسمية مقلدة ضبطتها الشرطة القضائية (Polícia Judiciária)، وهي جهاز الشرطة الوطنية المعني بالتحقيقات الجنائية في البرتغال، خلال عملية First Light 2022.
Hong Kong 1 داهمت الشرطة في هونغ كونغ (الصين) العديد من مراكز الاتصالات الوطنية المشتبه في ارتكابها جرائم نصب واحتيال باستخدام وسائل الاتصالات، مما أسفر عن العديد من الاعتقالات والضبطيات.
/

وبينما يستمر الكشف عن نتائج هذه العملية، تشمل الأرقام الأولية التي تم التوصل إليها حتى الآن ما يلي:

  • مداهمة  1770 موقعا في العالم أجمع؛
  • تحديد هوية حوالي  3000 مشتبه فيه؛
  • اعتقال حوالي  2000 من مشغّلي المواقع الإلكترونية والمحتالين والمتورطين في غسل الأموال؛
  • تجميد حوالي  4000 حساب مصرفي؛
  • اعتراض حوالي 50 مليون دولار أمريكي من الأموال غير المشروعة.
الاحتيال باستخدام أساليب الهندسة الاجتماعية يشير إلى المخططات التي تحاول التلاعب بالناس وخداعهم لحملهم على إفشاء معلومات سرية أو شخصية يمكن أن يستخدمها المجرمون بعد ذلك لتحقيق مكاسب مالية.

نتائج ملموسة

استنادا إلى بيانات الاستخبارات المتبادلة في إطار العملية، أنقذت قوات الشرطة السنغافورية صبيا وقع ضحية لعملية نصب استُدرج في سياقها إلى التظاهر بأنه تعرض للاختطاف وإلى إرسال أشرطة فيديو إلى والديه تظهره مصابا بجروح كاذبة والمطالبة بفدية قدرها 1,5 مليون يورو.

وفي بابوا غينيا الجديدة، أُلقي القبض على مواطن صيني مطلوب لارتباطه بعملية احتيال (مخطط بونزي) يقدَّر عدد ضحاياها بحوالي 24000 شخص تقريبا سُلب منهم ما قدره 34 مليون يورو. وأُعيد إلى الصين عن طريق سنغافورة.

مخططات الثراء السريع

في ضوء الآفاق المهنية الجديدة التي يوفرها الإنترنت، باتت الشركات والمهنيون الذين يلجؤون إلى فروع متخصصة في التجارة الإلكترونية وشركات EBShopp للاستفادة من الفرص التي تتيحها تتعرض للاحتيال بشكل متزايد.

وفي إطار عملية First Light 2022، اعتقلت قوات الشرطة السنغافورية ثمانية مشتبه فيهم لهم صلة بعمليات توظيف احتيالية شبيهة بمخططات بونزي. فقد كان المحتالون يعرضون فرص عمل عالية الأجر في مجال التسويق الإلكتروني عبر وسائل التواصل الاجتماعي ومنظومات المراسلات ويتيحون للضحايا في البداية فرصة تحقيق أرباح صغيرة ليُطلب منهم بعد ذلك تجنيد المزيد من الأعضاء مقابل عمولات.

إثباتاً لما تَقدّم: قدرات الإنتربول الشرطية

أُطلعت البلدان الأعضاء على الاتجاهات الناشئة التي كُشف عنها خلال العمليات، وذلك عن طريق نشرات بنفسجية للإنتربول بيّنت بالتفصيل:

  • يفية غسل الأموال على يد مجنّدي نَقَلة الأموال عن طريق الحسابات المصرفية الشخصية للضحايا؛
  • كيفية قيام منصات التواصل الاجتماعي بالدفع إلى الاتجار بالبشر والإيقاع بالناس في شَرَك العمل القسري أو الاسترقاق الجنسي أو الاحتجاز في الكازينوهات أو في سفن الصيد؛
  • تزايد حالات التصيد الاحتيالي عبر الهاتف (vishing) التي ينتحل فيها المجرمون صفة مسؤولين في المصارف لخداع الضحايا وحملهم على الكشف عن تفاصيل تسجيل الدخول عبر الإنترنت؛
  • تزايد عدد مرتكبي الجرائم السيبرية الذين ينتحلون صفة موظفي الإنتربول للحصول على أموال من ضحايا يعتقدون أن تحقيقات تجري بشأنهم.
’’تشكل جرائم الاحتيال باستخدام وسائل الاتصالات وبإصدار أوامر زائفة لتحويل الأموال مصدر قلق بالغ للعديد من البلدان وتخلف أضرارا وخيمة على الاقتصادات والشركات والمجتمعات‘ Rory Corcoran, مدير مركز الإنتربول لمكافحة الجريمة المالية والفساد

وأضاف قائلا: ’’لا يمكن التصدي بفعالية للطابع الدولي لهذه الجرائم إلا إذا تعاونت أجهزة إنفاذ القانون فيما بينها خارج الحدود، ولهذا الغرض يولى الإنتربول أهمية بالغة لتزويد الشرطة في العالم أجمع بإجراءات تحرك تكتيكية منسقة‘‘.

وقال السيد Duan Daqi، رئيس المكتب المركزي الوطني في بيجين: ’’لا يزال الطابع عبر الوطني والرقمي لمختلف أشكال الاحتيال باستخدام وسائل الاتصالات وأساليب الهندسة الاجتماعية يطرح صعوبات جمة على أجهزة الشرطة المحلية لأن الجناة ينفذون أنشطتهم انطلاقا من بلد أو حتى من قارة مختلفين عن بلد أو قارة ضحاياهم ويقومون بتحديث مخططاتهم الاحتيالية باستمرار‘‘.

وأضاف: ’’يوفر الإنتربول منصة فريدة للتعاون الشرطي من أجل مواجهة هذه الصعوبات. ورغم انتهاء عملية First Light 2022، فإن جهودنا الجماعية لإنفاذ القانون ستستمر مع استمرار هذه الجرائم‘‘.

ولتحديد الأصول الإجرامية التي يتعين اعتراضها خلال العمليات التكتيكية، عممت البلدان بشكل مسبق بيانات الاستخبارات ذات الصلة عبر شبكة الإنتربول العالمية للاتصالات الشرطية المأمونة I-24/7، وسجلت في ملف الإنتربول للتحليل الجنائي المتعلق بالجرائم المالية بيانات عن المشتبه فيهم، والحسابات المصرفية المشبوهة، والمعاملات غير المشروعة، ووسائل الاتصالات المستخدمة مثل أرقام الهاتف وعناوين البريد الإلكتروني والمواقع الإلكترونية الاحتيالية وعناوين بروتوكول الإنترنت.

ونفِّذت عملية First Light 2022، وهي عملية سنوية أُطلقت في عام 2014، بدعم مالي من وزارة الأمن العام في الصين.
ورغم أن أولى عمليات First Light نظّمت في جنوب شرق آسيا، فإن عملية عام 2022 نُسِّقت للمرة الثانية من قبل أجهزة إنفاذ القانون على الصعيد العالمي ونفذت في سياقها أنشطة تكتيكية في جميع القارات.