ليون (فرنسا) – ساعدت آلية الإنتربول العالمية لوقف المدفوعات سلطات سنغافورة على استرداد مبلغ غير مسبوق من الأموال المختلسة في عملية احتيال بالبريد الإلكتروني المهني لتحويل الأموال.
ففي 23 تموز/يوليو 2024، تقدمت شركة مواد أولية مقرها سنغافورة بشكوى لدى الشرطة أفادت فيها بوقوعها ضحية احتيال بإصدار أوامر زائفة لتحويل الأموال تمكن في إطاره أحد المحتالين من الوصول إلى حساب بريد إلكتروني مهني أو انتحال هوية ذات صلة به لخداع الموظفين ودفعهم إلى تحويل المال إلى حسابه المصرفي.
وكانت الشركة قد تلقّت في 15 تموز/يوليو رسالة إلكترونية من أحد المورِّدين يطالبها بتحويل مبلغ غير مسدد إلى حساب مصرفي جديد في تيمور-ليشتي. ولكن الرسالة كانت واردة من حساب احتيالي اختلفت طريقة كتابته بشكل طفيف عن عنوان البريد الإلكتروني الرسمي للمورِّد.
وحوّلت الشركة، التي كانت غافلة عن الأمر، مبلغ 42,3 مليون دولار أمريكي إلى المورِّد المزيف في 19 تموز/يوليو لتكتشف أنها وقعت ضحية احتيال بعد ذلك بأربعة أيام، وذلك عندما أفاد المورِّد الأصلي بعدم تلقّيه المبلغ.
وسارعت شرطة سنغافورة بعد استلامها الشكوى إلى طلب المساعدة من السلطات المختصة في تيمور-ليشتي عن طريق آلية الإنتربول العالمية لوقف المدفوعات بسرعة (I-GRIP).
وتستعين هذه الآلية بشبكة الشرطة في البلدان الـ 196 الأعضاء في المنظمة العالمية للشرطة من أجل تسريع وتيرة طلبات المساعدة في قضايا الجريمة المالية.
وفي 25 تموز/يوليو، تلقى مركز مكافحة الاحتيال التابع لشرطة سنغافورة تأكيدا بكشف وتجميد مبلغ 39 مليون دولار أمريكي في الحساب المصرفي للمورِّد المزيف في تيمور-ليشتي.
وبالإضافة إلى ذلك، اعتقلت سلطات تيمور-ليشتي في إطار تحقيقات المتابعة ما مجموعه سبعة أشخاص يُشتبه بصلتهم بعملية الاحتيال، ما أسفر عن استرداد أكثر من 2 مليون دولار أمريكي إضافية. وتُتخذ خطوات لإعادة الأموال المسروقة إلى الضحية في سنغافورة.
وقال إسحق أوجيني، مدير مركز الإنتربول لمكافحة الجريمة المالية والفساد:
’’السرعة أمر بالغ الأهمية لاعتراض عائدات الاحتيال الإلكتروني بنجاح من خلال التعاون بين الشرطة ووحدات الاستخبارات المالية والمصارف في سباق مع الزمن في مختلف البلدان.
’’والتعاون بين السلطات المختصة في سنغافورة وتيمور-ليشتي في هذه القضية كان نموذجيا ويدل على أن اتخاذ إجراءات سريعة من خلال الإنتربول يمكن أن يساعد في استرداد الأموال المختلسة من ضحايا الاحتيال وفي تحديد هوية الجناة‘‘.
تهديد عالمي
قال ديفيد شو، مدير قسم الشؤون التجارية في شرطة سنغافورة:
’’يشكل الاحتيال تهديدا عالميا يقتضي من أجهزة إنفاذ القانون مواجهته في إطار إجراءات عالمية. وفي يومنا هذا، يُحوَّل المال بكبسة زر، ويجب أن يُتاح لهذه الأجهزة التحرك بسرعة لحماية مواطنينا. وننوه بالإجراءات السريعة والحاسمة التي اتخذها مركز الإنتربول لمكافحة الجريمة المالية والفساد الذي اضطلع بدور محوري في اعتراض أكثر من 40 مليون دولار أمريكي بسرعة‘‘.
وأسهمت آلية I-GRIP منذ إطلاقها في عام 2022 في مساعدة أجهزة إنفاذ القانون على اعتراض مئات ملايين الدولارات في شكل أموال غير مشروعة.
وخلال المرحلة التجريبية، كانت آلية I-GRIP بالغة الأهمية في مساعدة العديد من البلدان على استرداد أموال اختلسها محتالون في بداية سنوات جائحة كوفيد-19، ولا سيما اعتراض مبلغ 3,4 ملايين دولار أمريكي حوّلته شركة إيطالية في أيلول/سبتمبر 2020 لقاء الحصول على معدات طبية لا وجود لها في إندونيسيا.
وفي عملية نفذها الإنتربول في عام 2024، استخدمت الشرطة آلية I-GRIP لاعتراض مبلغ 331 000 دولار أمريكي في عملية احتيال بالبريد الإلكتروني المهني لتحويل الأموال وقع ضحيتها مواطن إسباني حوَّل المال إلى هونغ كونغ (الصين).
ويشجع الإنتربول الشركات والأفراد على اتخاذ خطوات وقائية لتفادي الوقوع ضحية للاحتيال بالبريد الإلكتروني المهني وغيره من أنواع الاحتيال المرتكب باستخدام أساليب الهندسة الاجتماعية. وللحصول على المزيد من المعلومات والموارد ذات الصلة، يرجى زيارة الموقع الإلكتروني التالي: https://www.interpol.int/Crimes/Financial-crime
الترتيب الزمني للاحتيال
15 تموز/يوليو | تتلقى شركة في سنغافورة رسالة إلكترونية احتيالية من مورِّد مزيف. |
19 تموز/يوليو | تحوِّل الشركة مبلغ 42,3 مليون دولار أمريكي إلى المورِّد المزيف عن طريق حساب مصرفي مقام في تيمور-ليشتي. |
23 تموز/يوليو | تكتشف الشركة الاحتيال بعد إفادة المورِّد الأصلي بعدم تلقّيه المال وتتقدم بشكوى لدى شرطة سنغافورة التي تتصل بالإنتربول. |
24 تموز/يوليو | تتلقى سنغافورة تأكيدا عن طريق الإنتربول باعتراض أكثر من 39 مليون دولار أمريكي بفضل التعاون مع السلطات المختصة في تيمور-ليشتي. |
24-26 تموز/يوليو | تعتقل السلطات المختصة في تيمور-ليشتي عدة أشخاص مشبوهين وتسترد 2 مليون دولار أمريكي إضافي. |