إسبانيا تفكك بدعم من الإنتربول شبكة عالمية تتلاعب بنتائج المباريات الرياضية

٤ أكتوبر، ٢٠٢٣
نشرات الإنتربول تؤدي دورا بارزا في القبض على أحد زعماء المجموعة

ليون (فرنسا) – أمكن للشرطة الوطنية الإسبانية، بالتعاون مع مصلحة الضرائب الإسبانية ويوروبول والإنتربول، تفكيك شبكة إجرامية منظمة يشتبه في تلاعبها بنتائج مباريات رياضية وفي استخدامها التكنولوجيا للمراهنة قبل المراهنين لحساب زبائن.

واعتُقل حتى الآن 23 مشتبها فيهم، من بينهم أحد زعماء المجموعة وذلك على أساس نشرة حمراء يصدرها الإنتربول بحق الأشخاص المطلوبين دوليا.

وبدأت العملية في عام 2020 عندما كشف أفراد شرطة إسبان سلسلة من المراهنات الرياضية المشبوهة أُجريت عبر الإنترنت على مباريات دولية لكرة الطاولة. وبعد تحليل البيانات المتاحة، أماط المحققون اللثام عن شبكة إجرامية تتألف من مواطنين رومانيين وبلغاريين.

وأعضاء هذه العصابة الإجرامية تلاعبوا بنتائج مباريات نُظمت خارج إسبانيا عن طريق رشوة الرياضيين المتبارين. وفور الاتفاق على النتائج، يعمد أعضاء المجموعة الإجرامية المتمركزون في إسبانيا إلى وضع رهانات عبر الإنترنت على نطاق واسع.

التقدم على المراهنين لحساب زبائن

كشف أفراد الشرطة أثناء التحقيقات التي أجروها عن آلية إجرامية تتيح للمجموعة الوصول إلى المعلومات الخاصة بالمباراة قبل المراهنين لحساب زبائن، فيمكنها المراهنة بكل ثقة والحصول في نهاية المطاف على مكاسب مالية. وباستخدام التكنولوجيا المتقدمة، تمكنت من الوصول إلى إشارات فيديو حية من جميع أنحاء العالم ومباشرة من المدرجات والملاعب والحلبات. واعتراض هذه الإشارات منحها إيجابية واضحة لم يمتلكها المراهنون لحساب زبائن الذين كانوا يعتمدون على إشارات وبيانات أبطأ مصدرها الأقمار الصناعية وتتصل بالمباريات نفسها.

The group used technology to get ahead of satellite feeds.
The operation mobilized members of the INTERPOL Match-Fixing Task Force.
23 suspects were arrested.
/

القمر الصناعي: استخدمت المجموعة التكنولوجيا لتجاوز إشارات الأقمار الصناعية.

فرقة الإنتربول العاملة المعنية بمنع التلاعب بنتائج المباريات (IMFTF): حشدت العملية أعضاء هذه الفرقة كلهم.

الاعتقالات: اعتُقل 23 مشتبها فيهم.

أموال نقدية: شملت المضبوطات أموالا نقدية وأوراقا مالية نقدية مزورة وبطاقات ائتمان وخصم.

وتكررت هذه العملية في دوريات كرة القدم في آسيا وأمريكا الجنوبية، ودوري الأمم الأوروبية، والدوري الألماني (Bundesliga)، ومباريات كأس العالم 2022 في قطر، ومباريات كرة المضرب التي نظمها اتحاد لاعبي التنس المحترفين والاتحاد الدولي للتنس.

وهذه المجموعة، على الرغم من جمعها مبالغ ضخمة، تجنبت كشف أمرها باستخدام هويات وحسابات متعددة.

وكان من بين المعتقلين تاجر من شركة مراهنات كبرى كان، بالتواطؤ مع الجماعة الإجرامية، يتحقق من صحة الرهانات عبر الإنترنت التي تضعها الشبكة الإجرامية.

نشرات الإنتربول حاسمة الأهمية

إن الإنتربول، عن طريق مركز مكافحة الجريمة المالية والفساد التابع له، عمل بشكل وثيق مع السلطات طيلة فترة التحقيق، فاستنفر بشكل تام أعضاء فرقةIMFTF  واستخدم مجمل قدرات الإنتربول الشرطية العالمية.

وصدرت خلال العملية ثلاث نشرات مختلفة للإنتربول هي:

  • نشرة أرجوانية تنبّه البلدان الأعضاء إلى أسلوب العمل المرتبط باعتراض إشارات الأقمار الصناعية.
  • نشرة زرقاء ترمي إلى الحصول على مزيد من المعلومات عن زعيم المجموعة.
  • نشرة حمراء تطلب تحديد مكان زعيم المجموعة واعتقاله.

وقال الأمين العام للإنتربول، يورغن شتوك: ’’تستغل المجموعات الإجرامية المنظمة أصغر الثغرات عندما تسنح لها الفرصة. وفي هذه الحالة، يتعلق الأمر بفاصل زمني كان ضدها لم يتعدّ 20 أو30 ثانية وأتاح تحقيق مكاسب هامة‘‘.

وخلص السيد شتوك قائلا: ’’إن نجاح عمليات مثل تلك التي نفذتها إسبانيا لا يمكن إلا أن يؤكد التزامنا بالتأكد من أن مجمل نشراتنا وقواعد بياناتنا وشبكات خبرائنا تساعد أجهزة إنفاذ القانون على أكمل وجه في سد هذه الثغرات‘‘.

وأوفِد أيضًا متخصصون من فرقة IMFTF في إسبانيا للعمل إلى جانب أفراد الشرطة أثناء المداهمات، وذلك لتسهيل استخراج البيانات من الأجهزة المضبوطة وتحليلها، والتحقق منها في قواعد بيانات الإنتربول، والمساعدة في تعقب الأصول وقنوات غسل الأموال.

وأُغلق نحو 47 حسابًا مصرفيا و28 بوابة دفع إلكترونية في العديد من البلدان. وشملت المضبوطات هواتف محمولة، وصحون استقبال لبث الأقمار الصناعية، وأجهزة استقبال للإشارات، وأموالا نقدية وأوراقا مالية نقدية مزورة، وبطاقات ائتمان وخصم، ووثائق هوية، وشرائح SIM مدفوعة مسبقًا.

ومن المتوقع حدوث اعتقالات إضافية ويعمل أفراد الشرطة للكشف عن أعضاء آخرين في المجموعة، فضلا عن الرياضيين الذين قبلوا الرشاوى.

وعُرضت نتائج العملية هذا الأسبوع على أعضاء IMFTF خلال اجتماعهم السنوي في بوينس آيرس، (الأرجنتين)، في جلسة مخصصة لأجهزة إنفاذ القانون.