الجريمة المالية: تفكيك عصابة محتالين في جنوب أفريقيا

٥ أبريل، ٢٠٢٢
اعتقالات في جنوب أفريقيا تشدد على التهديد العالمي الذي تشكله الجريمة المالية التي تيسّر الإنترنت ارتكابها

جوهانسبرغ (جنوب أفريقيا) - جرى تفكيك عصابة محتالين يشتبه في قيامهم باختلاس حوالى 455 000 يورو من شركة مقرها الولايات المتحدة عن طريق الاحتيال، وذلك في سياق مداهمات أُجريت في أنحاء جوهانسبرغ بقيادة محققين من وحدة مكافحة الجرائم التجارية الخطيرة في شرطة جنوب أفريقيا وأفراد من الجهاز السري في الولايات المتحدة، بدعم من الإنتربول.

وبينما تتواصل التحقيقات، أفضت العملية إلى اعتقال سبعة أشخاص على صلة مفترضة بعصابة إجرامية نيجيرية منظمة متخصصة في الاحتيال عبر الإنترنت. وأفيد بأن المشتبه فيهم اشتروا سيارات فاخرة من عائدات جرائمهم.

أفيدَ بأن المشتبه فيهم من أعضاء عصابة المحتالين اشتروا سيارات فاخرة من عائدات جرائمهم

وكانت العملية جزءا من مبادرة عالمية نُفذت في إطار فرقة عمل الإنتربول العالمية المعنية بالجريمة المالية تعاون في سياقها 14 بلدا بمن فيها جنوب أفريقيا والولايات المتحدة للتصدي للتهديد العالمي الذي تشكله الجريمة المالية التي تيسّر الإنترنت ارتكابها.

ويعتقَد أن المشتبه فيهم - وهم أربعة رجال وثلاث نساء أعمارهم بين 25 و42 عاما - أعضاء بارزون في عصابة إجرامية عالمية متورطة في الاحتيال وغسل الأموال.

ويُظَن أيضا أن العصابة المذكورة تقف وراء عمليات احتيال عاطفي واستخدام هويات إلكترونية مزورة لخداع رجال ونساء من الفئات السكانية الهشة وحملهم على تحويل الأموال. وعمليات الاحتيال العاطفي هذه تدر ملايين الدولارات الأمريكية في أنحاء العالم.

وأشاد رئيس جهاز الشرطة في جنوب أفريقيا الفريق Godfrey Lebeya بالعمل التعاوني الذي أداه الفريق المتعدد التخصصات والذي أفضى إلى الاعتقالات فقال: ’’يجب أن تعرف مجموعات الجريمة المنظمة أن أجهزة إنفاذ القانون تتعاون على الصعيد العالمي لتفكيك الشبكات الإجرامية‘‘.
وعملية جوهانسبرغ واحدة من عدة عمليات عالمية تنفذ تحت مظلة فرقة العمل العالمية الآنفة الذكر حيث تعمل سلطات إنفاذ القانون معا لتقويض عصابات الجريمة في غرب أفريقيا التي تستهدف الأفراد والشركات في العالم أجمع.

والسلطات المعنية تعمل الآن عن كثب مع الإنتربول لتتبّع حركة أموال العصابة في العالم، وتركز التحقيقات على عصابة إجرامية ناشطة على الصعيد العالمي تدعى Black Axe، يقال إنها عن طريق الاحتيال بالبريد الإلكتروني المهني لتحويل الأموال اختلست أموالا من معهد للأمراض العقلية في الولايات المتحدة.

وعمليات الاحتيال بالبريد الإلكتروني المهني الآنفة الذكر تستهدف عموما مورّدين خارجيين للوصول إلى حسابات بريد إلكتروني مهني وبعد ذلك تحوَّل المدفوعات إلى الحسابات المصرفية لناقلين.

وقال Michael K. Burgin، من الجهاز السري في الولايات المتحدة: ’’إن مكافحة الجريمة التي تيسّر الإنترنت ارتكابها لا تعرف حدودا، ويوضح تضافر الجهود في هذه القضية مدى أهمية العمل الجماعي مع شركائنا الدوليين لتقويض هذه العصابات الإجرامية الشديدة التنظيم على نحو فعال‘‘.
وقد اعتُقل ثمانية من قادة Black Axe المشتبه فيهم في كيب تاون وجوهانسبرغ في عام 2021، الأمر الذي أفضى إلى انخفاض حاد في أنشطة المجموعة والجرائم المماثلة. ويواجه المعتقلون إمكان تسليمهم إلى الولايات المتحدة حيث وُجهت إليهم تهمة سرقة أكثر من 6,25 ملايين يورو من ضحايا عمليات احتيال عاطفي في هذا البلد.

وقال السيد Rory Corcoran، مدير مركز الإنتربول لمكافحة الجريمة المالية والفساد بالوكالة: ’’من خلال الاستفادة من العولمة وعمليات الرقمنة، يستطيع المجرمون ارتكاب جرائم مالية بفعالية وتطور متزايدين‘‘.

وأضاف قائلا: ’’تبرز اعتقالات جوهانسبرغ أهمية التعاون الدولي بين الإنتربول وشركائه العالميين في إنفاذ القانون لاستهداف وتعطيل العصابات الإجرامية المتورطة في جميع أشكال الجرائم المالية والفساد‘‘.

ومنذ إنشائه في كانون الثاني/يناير، ساعد المركز البلدان الأعضاء في الإنتربول على اعتراض أكثر من 4,5 ملايين يورو مرتبطة بجرائم الاحتيال بالبريد الإلكتروني المهني لتحويل الأموال والاحتيال العاطفي.