ليون (فرنسا) – حُدِّدت هوية امرأة توفيت في ظروف غامضة في إسبانيا وكُشف أنها تدعى Ainoha Izaga Ibieta Lima، من باراغواي، وعمرها 33 عاما، وذلك في أعقاب نداء أُطلق في سياق حملة الإنتربول Identify Me.
وتهدف هذه الحملة الدولية المتعلقة بقضايا لم يتم التوصل إلى حلها، التي ينسقها الإنتربول مع ستة بلدان أوروبية (إسبانيا وألمانيا وإيطاليا وبلجيكا وفرنسا وهولندا)، إلى طلب مساعدة عامة الناس في تحديد هوية 46 امرأة عُثر على جثثهن في أوروبا خلال العقود الأخيرة.
وتتعلق إحدى هذه القضايا، التي قدمتها السلطات الإسبانية، بأنثى مجهولة الهوية عُثر عليها في مقاطعة خيرونا (إسبانيا) في 6 آب/أغسطس 2018. وقد عُثر على المرأة مشنوقة في قنّ دجاج ملحق بمزرعة. ولم تكن بحوزتها أي وثائق هوية ولم يكن أحد في المنطقة يعرف من هي أو كيف وصلت إلى هناك. وكان على زند الضحية الأيسر وشم كلمة ’’success‘‘ باللغة العبرية. وعلى الرغم من التحقيقات المكثفة التي أجرتها الشرطة المحلية، تعذّر تحديد هوية المرأة.
وأُحرز تقدم كبير في آذار/مارس 2025 عندما قارنت سلطات باراغواي بصمات الأصابع التي حمّلتها إسبانيا في نشرة الإنتربول السوداء بقواعد بياناتها الوطنية في إطار مبادرة Identify Me.
وهذا أول تحديد هوية ناجح بين القارات في إطار مبادرة Identify Me.
تسلسل القضية الزمني
- 2013: كانت Ainoha Izaga Ibieta Lima تبلغ من العمر 28 عاما عندما سافرت إلى إسبانيا من باراغواي، نقلا عن شقيقها.
- 6 أغسطس 2018: عُثر على جثتها في منزل ريفي في خيرونا (إسبانيا).
- منتصف عام 2019: بعد عدة أشهر من انقطاع الاتصال بها، أبلغ شقيقها السلطات في باراغواي عن اختفائها.
- تشرين الأول/أكتوبر 2024: أطلق الإنتربول المرحلة الثانية من حملة Identify Me، التي تمثلت في تعميم معلومات بيومترية متعلقة بالقضايا الـ 46 جميعا على البلدان الأعضاء الـ 196 لكي تجري عمليات تدقيق في قواعد البيانات الوطنية.
- آذار/مارس 2025: أفاد المكتب المركزي الوطني في أسونسيون (باراغواي) بحصول مطابقة لبصمات الأصابع، وأكد المكتب المركزي الوطني في مدريد (إسبانيا) ذلك لاحقا.
Identify Me: نداء دولي عام لحل قضايا عالقة
تجمع حملة Identify Me ستة بلدان أوروبية والإنتربول لإلقاء الضوء على قضايا لم يتم التوصل إلى حلها على المستوى الدولي. ويتعلق العديد من هذه القضايا بنساء توفين قبل 10 أو 20 أو 30 أو حتى 40 عاما. وتشير الأدلة إلى أن بعض هؤلاء النساء يمكن أن يكنّ قد أتين من مناطق أخرى.
وتتيح الحملة فرصة فريدة لمراجعة وتحديث الملفات ونشرات الإنتربول. كذلك تُنشَر عن كل قضية معلومات مفصلة على الإنترنت وتُعمَّم على وسائل الإعلام، بما في ذلك صور إعادة تركيب الوجه وأوصاف الأغراض الشخصية أو الوشوم، على أمل أن يتعرف بعض عامة الناس على دليل ما.
تحديد هوية الضحايا
أسفرت حملة Identify Me الأولى التي أُطلقت في عام 2023 عن نتائج ملحوظة مع تحديد هوية Rita Roberts، وهي مواطنة بريطانية عُثر عليها مقتولة في أنتويرب في عام 1992. واتصلت أسرة الضحية بالخط الساخن المخصص للنداء بعد أن تعرفت على وشمها من التغطية الإعلامية ذات الصلة.
وفي عملية Identify Me، نشر الإنتربول على الملأ للمرة الأولى مقتطفات من النشرات السوداء التي تُستخدم للحصول على معلومات عن جثث مجهولة الهوية ولتحديد ظروف الوفاة. ويمكن أن تتضمن هذه النشرات معلومات عن مكان العثور على الجثة، ومعلومات بيومترية (البصمة الوراثية وبصمات الأصابع وسمات الوجه)، وسجلات الأسنان، والأوصاف المادية للجثة أو أوصاف الملابس، وأيّ تفاصيل أخرى قد تكون مفيدة لتحديد هوية الشخص المتوفَّى.
وقال الأمين العام للإنتربول فالديسي أوركيزا:
’’لا يقتصر عملنا على حل قضايا فحسب بل يشمل أيضا إعادة الكرامة للضحايا وإسماع صوت الأشخاص المتضررين من المأساة.
’’وكل امرأة ضحية تُحدَّد هويتها تبعث الأمل مجددا في إمكان تحديد هوية سائر النساء المجهولات الهوية المشمولات بهذه الحملة.
’’وإني أهنئ السلطات في إسبانيا وبارغواي على ما بذلته من جهود مشتركة في هذه القضية وسنواصل التعاون على الربط بين أجهزة الشرطة في العالم على أمل مساعدة المزيد من الأسر التي فقدت أحباء لها‘‘.
النداء مستمر: 45 قضية باقية
إن حملة Identify Me مستمرة ولا تزال هناك 45 قضية تتعلق بنساء مجهولات الهوية. وأفراد عامة الناس، ولا سيما مَن يذكر منهم صديقا أو نسيبا من المفقودين، مدعوون إلى زيارة الموقع www.INTERPOL.int/IM والاتصال بالإنتربول وبفريق الشرطة الوطنية ذي الصلة إذا كانت لديهم أيّ معلومات عن أيّ من القضايا المعنية.
وبالنسبة للأقارب البيولوجيين الذين يعتقدون أن إحدى النساء يمكن أن تكون قريبتهم المفقودة، يمكن للشرطة الوطنية، عند الاتصال بها، أن تتواصل مع الإنتربول لإجراء مقارنة دولية للبصمة الوراثية.