إنتشون (جمهورية كوريا) – ينظم الإنتربول بالتعاون مع جهاز الشرطة الوطنية الكورية أول مؤتمر لمستقبل العمل الشرطي من أجل مواجهة التحديات الناشئة التي تعترض أجهزة إنفاذ القانون.
ويُعقد هذا المؤتمر الذي يستغرق يومين (23 و24 تشرين الأول/أكتوبر) في إنتشون بالتزامن مع تنظيم المعرض العالمي للشرطة الكورية (KPEX) من أجل بحث وضع الأمن العالمي السريع التغير والمساعدة في تهيئة أجهزة إنفاذ القانون العالمية لمواجهة المستقبل.
وفي إطار هذه الفعالية التي تجمع معا قادة أجهزة إنفاذ القانون وخبراء من القطاع الخاص وأكاديميين وجهات معنية من قطاعات مختلفة، سيبحث المندوبون دور ’الاتجاهات الكبرى‘ العالمية في بلورة مستقبل العمل الشرطي.
وبدوره سيوفر المؤتمر للمشاركين منصة تتيح لهم تحديد سيناريوهات محتملة في المستقبل، وفهم تداعياتها الأمنية، وتبيان خطوات لتهيئة أجهزة إنفاذ القانون للتكيف.
وقال الأمين العام للإنتربول يورغن شتوك:
’’مؤتمر مستقبل العمل الشرطي ليس مجرد وقفة للتفكير. إنه دعوة إلى اتخاذ إجراءات. وقد تعلمنا من السنوات الماضية أن العالم يتغير بوتيرة أسرع بكثير مما كنا نتصور. وعلينا مواكبة هذه الوتيرة في أساليب عملنا وفي الدروس التي نستخلصها وفي كيفية اشتغالنا‘‘.
وقال المفوض العام لجهاز الشرطة الوطنية الكورية، تشو جي هو:
’’يتعدى مؤتمر اليوم مجرد الحديث عن التحديات التي تعترض العمل الشرطي. ويوفر للبلدان فرصة قيّمة لاستكشاف إمكانات جديدة تتيح لها مواكبة عصر يتمحور حول التكنولوجيا، ولإقامة حوار فيما بينها من أجل توثيق أواصر التعاون‘‘.
الابتكار كخدمة
عزز الإنتربول في السنوات الأخيرة قدراته الاستراتيجية في مجال الاستشراف ليضع ’الابتكار كخدمة‘ في متناول البلدان الأعضاء ويساعدها على استباق الاتجاهات والتهديدات الناشئة.
وبالتعاون مع خبراء عالميين من القطاعين العام والخاص، أطلق الإنتربول مبادرات من قبيل مختبر استشراف المستقبل، والبرنامج العالمي للقيادات الشرطية الشابة، ومختبر الذكاء الاصطناعي المسؤول.
وأطلقت المنظمة في عام 2023 رؤيتها لعام 2030، وهي مبادرة هامة لتوجيه الآفاق الاستراتيجية من أجل مستقبل أجهزة إنفاذ القانون العالمية.
وتبع ذلك إنشاء المجلس المعني بمستقبل الإنتربول، وهو مجموعة متنوعة من الخبراء تضم منظّرين استراتيجيين وخبراء قانونيين وجامعيين وأصوات شابة من أجهزة إنفاذ القانون، وتساعد في ضمان بقاء الإنتربول في طليعة الابتكار في مجال إنفاذ القانون على الصعيد العالمي.
نماذج العمل الشرطي المتغيرة
يشتمل مؤتمر مستقبل العمل الشرطي على ثلاث جلسات: تستكشف الجلسة الأولى السيناريوهات المقبلة وتبحث الجلسة الثانية تبعات هذه السيناريوهات على أجهزة إنفاذ القانون وتركز الجلسة الثالثة على كيفية استعداد هذه الأجهزة لمواجهة التحديات المقبلة.
وهذا المؤتمر الذي أُعد كحلقة عمل عملية يُعقد تحت إشراف جامعيين وخبراء من القطاع الخاص والمنظمات الدولية. وهو يستعين بأدوات مبتكرة كالمناقشات التي تحفِّزها فيديوهات وأسئلة ولّدها الذكاء الاصطناعي بشأن مواضيع محددة.
ويستشرف هذا المؤتمر آفاق المستقبل من خمسة أبعاد: الاجتماعي والتكنولوجي والاقتصادي والبيئي والجيوسياسي. وسينظر في التداعيات على أجهزة إنفاذ القانون من حيث تغير الجريمة، ومهام العمل الشرطي، والبيانات والأدلة، ونماذج العمل الشرطي المتغيرة، والثقة وتوقعات المواطنين.
والخطوات المقبلة لإعداد أجهزة إنفاذ القانون تشتمل على تزويدها بالمعدات والأدوات، وبمجموعات الكفاءات، وبالآليات والإجراءات والهياكل التنظيمية، وعلى التعاون الدولي.
وستُجمَع نتائج هذا المؤتمر وتُعمَّم على بلدان الإنتربول الـ 196 الأعضاء.