- أطلق تحالف دولي بقيادة الإنتربول ومكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة المرحلة الثانية من برنامج عالمي لمكافحة الجريمة المتصلة بالغابات.
وهذا البرنامج، الذي أُطلق عليه اسم LEAP II، بتركيزه على العمليات المستندة إلى الاستخبارات والتعاون بين أجهزة متعددة والخبرات التقنية في مجال إنفاذ القانون، سيوفر حزمة فريدة من الدعم تساعد البلدان في مختلف أرجاء أمريكا اللاتينية وجنوب شرق آسيا على التصدي للجريمة المتصلة بالغابات واجتثاث الغابات الاستوائية غير القانوني.
وبرنامج LEAP، الذي تموله مبادرة النرويج الدولية للمناخ والغابات (NICFI)، يساعد أجهزة إنفاذ القانون في العالم على تفكيك الشبكات الإجرامية الدولية وحماية الغابات في العالم.
جمع الجهات المعنية الرئيسية معا لمكافحة الجرائم التي تُرتكب بحق هذا الكوكب
بالاستناد إلى النجاح الذي أحرزته المرحلة الأولى، سيواصل برنامج LEAP II مساعدة البلدان على تبيان الأنشطة غير المشروعة في جميع مراحل سلسة الإمداد بالأخشاب، ومنع وكشف وتفكيك الشبكات الإجرامية العالمية الضالعة في الجريمة المتصلة بالغابات.
وسيستعين أفراد الشرطة العاملون في الخطوط الأمامية بقواعد البيانات الشرطية العالمية والاستخبارات لكشف المجرمين المشتبه فيهم، ورصد حركة السلع المحمية وتحديد الشركات المشبوهة عبر مختلف البلدان.
وقال الأمين العام للإنتربول السيد يورغن شتوك: ’’يحقق المجرمون أرباحا غير مشروعة بالمليارات من نهبهم الواسع النطاق لكوكبنا. ولا يمكننا مكافحة هذه الجريمة العالمية بفعالية إلا من خلال الجهود الراسخة لأجهزة إنفاذ القانون والتعاون المتعدد الأجهزة ومع القطاع الخاص على الصعيد العالمي‘‘.
وأضاف قائلا: ’’حققت المرحلة الأولى من برنامج LEAP نجاحات كبيرة في مكافحة إحدى أكثر الجرائم البيئية درّا للربح في العالم، والإنتربول مسرور جدا بالتالي لتجديد علاقات العمل مع كل من مبادرة NICFI ومكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة‘‘.
عمليات شرطية محددة الهدف لوضع حد لاجتثاث الغابات غير المشروع
أدت المرحلة الأولى من برنامج LEAP إلى ضبط أكثر من 500 طن من الأخشاب غير المشروعة، واعتقال العديد من الأشخاص وتفكيك العديد من الشبكات الإجرامية في العالم.
وقالت السيد غادة والي، المديرة التنفيذية لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة: ’’لا يمكننا أن نسمح باستغلال غاباتنا المطيرة بشكل مستمر. فقد كان المجرمون يجنون الأرباح، بأنانية، من الاجتثاث غير المشروع للغابات منذ أمد طويل، معرِّضين بذلك مناخنا والتنوع البيولوجي وصحة الإنسان إلى مخاطر كبيرة‘‘.
وأضافت السيدة والي قائلة: ’’وعن طريق ضم جهودنا إلى جهود الإنتربول والنرويج، كان برنامج LEAP وسيلة فعالة للتصدي لهذا الخطر المثير للقلق، وإنني واثقة بأن مرحلته الثانية ستواصل توفير المساعدة لحماية غاباتنا المطيرة للأجيال المقبلة‘‘.
وفي عام 2022 وحده، نسق الإنتربول وشركاؤه في برنامج LEAP أربع عمليات على الصعيد العالمي استهدفت قطع الأخشاب غير المشروع والجريمة الماسة بالأحياء البرية، وأسفرت عن إجراء أكثر من 1 000 ضبطية من الأخشاب في 40 بلدا، أي ما يعادل 50 468 مترا مكعبا أو 20 مسبحا أولمبيا بقيمة إجمالية قدرها 740 000 دولار أمريكي.
وشهدت العمليات الميدانية اعتقال حوالي 300 شخص، ما أدى إلى فتح أكثر من 20 تحقيقا دوليا في البلدان المستفيدة من برنامج LEAP وتحديد 25 مسلكا جديدا من مسالك التجارة الدولية بالأخشاب غير المشروعة.
وقال السيد Espen Barth Eide، وزير المناخ والبيئة النرويجي: ’’يهدد قطع الأشجار غير المشروع الغابات المطيرة. وغالبا ما يكون وراء هذه الجرائم أشخاص نافذون وشبكات قوية يستفيدون من قطع الأشخاص ويحولون الغابات إلى أراض لزراعة الكوكا وغيرها أو للتنقيب عن المعادن‘‘.
وأضاف قائلا: ’’إنني لفخور بأن أعلن أن النرويج تدعم المرحلة الجديدة من التعاون مع الإنتربول ومكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة. وسيتيح هذا الدعم للمنظمتين المذكورتين مواصلة تقديم المساعدة لبلدان الغابات المطيرة في إطار التحقيقات والملاحقات القضائية التي تجريها بشأن الجريمة المتصلة بالغابات‘‘.
وأتاح برنامج LAEP I - الذي نفِّذ في الفترة بين عامي 2018 و2022 - إقامة علاقات عمل تركز على الاحتياجات مع أجهزة إنفاذ القانون في العالم أجمع، وإرساء أسس متينة لمكافحة الجريمة المنظمة المتصلة بالغابات بشكل مستدام وبكفاءة.
وسيتيح برنامج LEAP II للبلدان الأعضاء التصدي للجرية المتصلة بالغابات من خلال مكافحة مجالات الجريمة المرتبطة بها مثل غسل الأموال والتهرب الضريبي والفساد والاتجار بالبشر.
والمنظمات الثلاث التي تدعم برنامج LEAP تعمل معا من أجل تحسين قدرات أجهزة إنفاذ القانون، والوصل بين البلدان والأجهزة، وملاحقة قضايا الاجتثاث غير المشروع للغابات قضائيا بنجاح.
ويأتي إطلاق المرحلة الثانية من برنامج LEAP في الوقت المناسب، خاصة وأنه يتزامن مع الإطلاق الرسمي اليوم للتحالف من أجل مكافحة الجريمة الماسة بالطبيعة (NCA) خلال اجتماع الصندوق العالمي للبيئة في فانكوفر (كندا).
وإقامة تعاون وثيق بين التحالف من أجل مكافحة الجريمة الماسة بالطبيعة والإنتربول أمر أساسي لتحقيق أثر أشد وقعا في مجال مكافحة الجريمة البيئية. والإنتربول هو من الجهات الشريكة في إطلاق هذه الشبكة العامة المتعددة القطاعات الرامية إلى النهوض بالإرادة السياسية، وحشد الدعم المالي، وتعزيز القدرات الميدانية لمكافحة الجرائم ضد البيئة.
