اعتقال رجل وامرأتين في البرازيل لاعتداءات جنسية على أطفالهم

٢٥ سبتمبر، ٢٠١٩
بفضل التعاون بين أوكرانيا والبرازيل عن طريق الإنتربول، أمكن إنقاذ ثلاثة أطفال كانوا طيلة حياتهم ضحايا لاعتداءات جنسية عنيفة.

برازيليا (البرازيل) - في حزيران/يونيو 2018، تلقت وحدة الإنتربول المعنية بمكافحة الجرائم المرتكبة ضد الأطفال اتصالا من جهاز الشرطة السيبرية في أوكرانيا مباشرة بعد اعتقال زوجين لاعتداءات جنسية على ابنتهما. وقد أظهرت الأجهزة التي صودرت منهما سلسلة من الاتصالات مع أزواج آخرين في العالم يرتكبون نفس الاعتداءات على أطفالهم.

ويسود الاعتقاد عموما بأن مواد الاعتداء الجنسي على الأطفال تُنتَج لتُباع. ولكنها في كثير من الأحيان تُستخدَم بمثابة ’’عملة‘‘ على شبكات الاعتداء الجنسي على الأطفال. ومرتكبو الاعتداءات يستخدمونها لكسب الشهرة أو لمقايضتها بصور وأفلام فيديو جديدة غير معروفة.

وقد أصدر الإنتربول وشبكة ECPAT International العام الماضي تقريرا مشتركا بعنوان Towards a Global Indicator on Unidentified Victims in Child Sexual Exploitation Material (نحو مؤشر عالمي للضحايا المجهولي الهوية في مواد الاستغلال الجنسي للأطفال). وكشفت هذه الدراسة أن النساء يشكّلن نسبة 8 في المائة فقط من مرتكبي الاعتداءات الجنسية الذين يظهرون في هذه المواد.

وفي القضية المذكورة، كانت المجموعة تتبادل مواد اعتداء معتبرة نادرة لأنها تُظهر رجالا ونساء يعتدون على أطفالهم.

تجميع عناصر القضية معا

تمكنت الشرطة الأوكرانية من تقفّي أثر إحدى جهات الاتصال للزوجين حتى البرازيل وأرسلت المعلومات ذات الصلة مع مجموعة من الصور إلى الإنتربول.

عندئذ باشرت الوحدة المعنية بمكافحة الجرائم المرتكبة ضد الأطفال التابعة للمنظمة العمل بتحميل المواد ومقارنتها بمحتويات مخزنة في قاعدة البيانات الدولية للاستغلال الجنسي للأطفال (ICSE). وفي غضون أسابيع، أقيمت الصلة بين المواد المذكورة وصور غير محددة عُثر عليها على الشبكة الخفية في عام 2016 وظهرت فيها اعتداءات جنسية بالغة الخطورة وأعمال تعذيب مرتكبة على طفل صغير ورضيع.

واستنادا إلى هذه المعلومات الجديدة، أحال الإنتربول الملف إلى وحدة مكافحة استغلال الأطفال التابعة للشرطة البرازيلية. وفي أيار/مايو 2019، اعتقلت الوحدة المواطن البرازيلي وأنقذت طفلته البالغة من العمر تسع سنوات. وصادرت الشرطة أيضا أجهزته الحاسوبية وأتاح فحص الأدلة الجنائية الرقمية الذي أُخضعت له تحديد هوية امرأتين شاركتا معه في اعتداءات جنسية أخرى.

Boy

أنقذت الشرطة البرازيلية الأسبوع الماضي الطفلين اللذين أظهرت صور عام 2016 تعرّضهما للاعتداءات وقد بلغا اليوم سن الرابعة والتاسعة، واعتقلت المرأتين. وكانت إحداهما، وهي والدة الطفلين، قد حرصت كل الحرص على إخفاء هويتها في أفلام الفيديو، ما يدل بوضوح على أنها كانت تعتزم نشر المواد ذات الصلة دون أن يكشف أمرها.

وقال السيد هارولد أوكونيل، المدير التنفيذي للخدمات الشرطية في الإنتربول: ’’كانت هذه الصور مثيرة للصدمة بالفعل. ولئن كانت هذه النتائج مشجعة وتُظهر أن جهودنا المشتركة أتاحت - حتى الآن - إنقاذ ثلاثة أطفال من اعتداءات بالغة القسوة، يبقى هناك الملايين من الصور وأفلام الفيديو. إنه عمل معقّد ولكننا سنقاتل في سبيل هؤلاء الأطفال‘‘.

ولا تزال التحقيقات في البرازيل مستمرة ويجري في إطارها تحليل حواسيب وأجهزة نقالة تمت مصادرتها حديثا.

وقالت السيدة رافاييلا فييرا لينس باركا، رئيسة وحدة مكافحة استغلال الأطفال التابعة للشرطة البرازيلية: ’’بعد دورة تدريب قدمها الإنتربول العام الماضي، شكلت الشرطة الاتحادية البرازيلية فرقة عاملة متخصصة. وهذه الاعتقالات هي النتيجة المباشرة للاهتمام الذي نوليه لقضايا الاستغلال الجنسي للأطفال ذات الطابع الدولي، ونأمل أن نتمكن من تحديد هوية المزيد من الضحايا ومرتكبي الاعتداءات في الأشهر المقبلة‘‘.

وهناك 61 بلدا متصلة بقاعدة بيانات ICSE التي أتاحت حتى الآن تحديد هوية 21 000 ضحية في العالم.