عملية Narsil تسفر عن تفكيك شبكة مواقع إلكترونية للاعتداءات الجنسية على الأطفال مصممة لجني الأرباح من الإعلانات

٣ أغسطس، ٢٠٢٣
اقتفاء أثر الأموال التي يجنيها المجرمون ومنع معاودة إيذاء الأطفال

ليون (فرنسا) – اختتم الإنتربول عملية عالمية استغرقت عامين كان هدفها أن تقدم إلى العدالة مجرمين يشغّلون شبكة من المواقع الإلكترونية التي تعرض اعتداءات جنسية على أطفال وتجني الأرباح من الإعلانات.

وعملية Narsil التي نفِّذت من كانون الأول/ديسمبر 2021 إلى تموز/يوليو 2023 استهدفت أيضا آليات التمويل التي يستخدمها مديرو هذه المواقع لتنفيذ حملاتهم الإعلانية على الإنترنت.

وعلى مدى عامين، تعاونت بلدان الإنتربول الأعضاء فيما بينها مستعينة بقائمة الإنتربول لأسوأ المواقع الإلكترونية (IWOL)، وتبادلت بيانات استخبارات محددة الهدف، وحددت المشتبه فيهم، ونسقت اعتقالات المسؤولين عن المواقع الإلكترونية.

وتتضمن هذه القائمة التي استُحدثت في عام 2010 لائحة مراقبة لمواقع إلكترونية تحتوي على مواد اعتداء جنسي على أطفال بالغة القسوة. وتعمل الأمانة العامة مع أجهزة إنفاذ القانون في جميع المناطق لتحمل الشركات الوطنية لتقديم خدمات الإنترنت على إغلاق هذه المواقع.

وقال يورغن شتوك، الأمين العام للإنتربول: ’’تبعث عملية Narsil برسالة قوية إلى المجرمين الذين يجنون الأموال من هذه المواقع الإلكترونية مفادها أن الإنتربول وقوات الشرطة المتحالفة معه في 195 بلدا عضوا يعرفان مكانهم وأنشطتهم وكيفية العثور عليهم‘‘.

وأضاف: ’’كلما نقر شخص على هذه الصور يكون قد دخل بالفعل مسرح جريمة. وتحديد هذه المواقع الإلكترونية وإغلاقها سيحدّان من توفر مواد الاعتداء الجنسي على الأطفال عبر الإنترنت واحتمال إضفاء طابع اعتيادي عليها، والأهم من ذلك سيحدّان من معاودة إيذاء الأطفال الضحايا‘‘.

اتجاه إجرامي عالمي

في إطار إحدى القضايا، اُلقي القبض على أخ وأخت، في بداية الثلاثينيات من العمر، بفضل الأدلة الرقمية المستقاة من قائمة IWOL وبيانات الاستخبارات التي وفرتها أجهزة الشرطة في العالم والتي دلّت المحققين على المشتبه فيهما في الأرجنتين.

والتحقيقات التي أجراها كل من مكتب تحديد هوية الضحايا في الأرجنتين التابع لقسم مكافحة الجرائم السيبرية ضد القصّر ووحدة التحقيق المتخصصة في الجريمة السيبرية بالتعاون مع المحاكم الاتحادية في مقاطعة Mendoza أدت إلى كشف المشتبه فيهما واعتقالهما.

وضُبط في منزل الشقيقين أربعة عشر جهازا إلكترونيا ومبالغ نقدية وبطاقات ائتمان. ويُعتقد أنهما أنشآ مواقع إلكترونية تعرض مواد اعتداء جنسي على أطفال ونفّذا حملات إعلانية متصلة بها وقاما بصيانة هذه المواقع والاستفادة ماليا من هذه الأنشطة لأكثر من عقد من الزمن.

وقال رئيس الشرطة الاتحادية الأرجنتينية السيد خوان كارلوس هرنانديز، الذي يشغل أيضا منصب مندوب اللجنة التنفيذية للإنتربول عن الأمريكتين: ’’بالنظر إلى التعقيدات التكنولوجية لهذه القضية ومدى صعوبة الكشف عن هذا النشاط الإجرامي، يسلط اعتقال هذين الشخصين الضوء على أهمية التعاون الشرطي عبر الحدود على كل من الصعيد الإقليمي والوطني والدولي‘‘.

الشرطة الاتحادية الأرجنتينية تفتش الأجهزة الإلكترونية التي ضُبطت خلال عملية Narsil بحثا عن صور الاعتداءات الجنسية على الأطفال
أفراد الشرطة الاتحادية الأرجنتينية يستعرضون المواد التي ضُبطت خلال عملية Narsil
الشرطة الاتحادية الأرجنتينية تستعرض المواد المضبوطة
أفراد الشرطة الاتحادية الأرجنتينية يستعرضون إحصاءات زوار المواقع الإلكترونية للمشتبه فيهما
/

وأضاف قائلا: ’’عن طريق إجراء اعتقالات متزامنة في مختلف القارات، تصدت هذه العملية لشبكات عالمية تجنى الأرباح من مواد الاعتداء الجنسي على الأطفال على الإنترنت. والإنتربول شبكة عالمية قوية قوامها أفراد شرطة ملتزمون التزاما تاما بوضع حد لهذا الشكل من الاعتداءات؛ وإننا نشيد بالعمل المنجز والنتائج المذهلة التي حققتها البلدان في إطار عملية Narsil‘‘.

جريمة محلية، تعاون عالمي

كشفت أجهزة إنفاذ القانون البلغارية واعتقلت، بالتعاون مع مكتب النائب العام، رجلا يبلغ من العمر 34 عاما كان يكسب عيشه من إدارة منتدى إلكتروني يسهّل تبادل مواد الاعتداء الجنسي على الأطفال.

وقد أغلقت الشرطة البلغارية هذا المنتدى الناشط منذ عام 2020 والذي يُعتقد أنه كان يسهّل الاطلاع على آلاف الملفات التي تحتوي مواد اعتداء جنسي خطيرة على الأطفال.

وبعد اعتقال هذا الشخص، لا تزال التحقيقات جارية لتحديد هوية مستخدمي المنتدى.

وفي إطار إحدى القضايا خلال المرحلة الروسية من عملية Narsil، اعتقلت سلطات الشرطة مواطنين يبلغان من العمر 24 عاما لإنتاج مواد تعرض انتهاكات جنسية على قصّر وتداولها عبر الإنترنت. وفتشت السلطات منزلي المشتبه فيهما، وضبطت معدات حاسوبية مجهزة ببرمجية متخصصة في إنشاء المواقع الإلكترونية وإدارتها، وأقراصا صلبة خارجية تحتوي على مواد اعتداء جنسي على أطفال.

واعتقلت الشرطة التايلندية، بدعم من شعبة التحقيقات في شؤون الأمن الداخلي في الولايات المتحدة، مواطنا تايلنديا يبلغ من العمر 45 عاما لحيازة مواد اعتداء جنسي على أطفال وتوزيعها على الإنترنت. وجاء اعتقاله بعد تنفيذ الشرطة مذكرة تفتيش في مسكنه وكشف كميات كبيرة من مواد الاعتداء الجنسي على الأطفال وسجلات معاملات مالية مرتبطة بتوزيع صور هذه الاعتداءات على الإنترنت.

وNarsil – ومعناها السيف الطويل الذي يتصدى لكل الشرور – هي من عمليات الإنتربول الأولى التي تتمحور حول كشف الأشخاص الذين يتلقون ريع الإعلانات من زوار مواقع إلكترونية يرغبون في مشاهدة محتوى الاعتداءات الجنسية على الأطفال الذي تعرضه هذه المواقع، وتحديد مكانهم واعتقالهم.

والإنتربول يراقب المواقع الإلكترونية التي تنشر صور الاعتداءات الجنسية على الأطفال منذ أكثر من 13 عاما، وبالتعاون مع أجهزة إنفاذ القانون الشريكة في العالم، صادر أكثر من 20 000 نطاق إنترنت.

وشملت عملية Narsil تحقيقات فتحتها أجهزة إنفاذ القانون في الأرجنتين، وإسبانيا، وإستونيا، وألمانيا، وإيطاليا، وبلغاريا، وبولندا، وبيلاروس، وتايلند، وجمهورية مولدوفا، وروسيا، ورومانيا، وسنغافورة، وسويسرا، وفرنسا، وقبرص، وقيرغيزستان، وكندا، ولاتفيا، ولكسمبرغ، وليتوانيا، والمملكة المتحدة، والنرويج، والنمسا، ونيوزيلندا، وهولندا، والولايات المتحدة.