نيودلهي (الهند) – اجتمع الجيل القادم من قادة أجهزة إنفاذ القانون في نيودلهي لإطلاق أعمال الجولة الثالثة من برنامج الإنتربول العالمي للقيادات الشرطية الشابة (’’البرنامج‘‘)، وهي الجولة الأولى التي تستقبل مشاركين سابقين.
ويجمع هذا البرنامج، الذي وُضع في عام 2019، مجموعة مختارة من أفراد أجهزة إنفاذ القانون الشباب الطموحين لبحث اتجاهات العمل الشرطي الجديدة والحصول على إرشادات ضباط مخضرمين وخبراء مؤهلين.
وشارك في جولة هذه السنة المدربون التالون: السيد Sigríður Björk Guðjónsdóttir، مفوض الشرطة الوطنية في آيسلندا؛ والسيدة Krista Aas، نائبة المدير العام لجهاز الشرطة وهيئة حرس الحدود في إستونيا؛ والسيد Nick Evans، مدير مساعد بالوكالة لشؤون الابتكار والبحوث في الوكالة الاستشارية للعمل الشرطي في أستراليا ونيوزيلندا.
وشكلت مسألة بناء الثقة والحفاظ عليها في خضم الاضطراب الرقمي الراهن محور النقاشات المكثفة والتفاعلية التي دارت على مدى تسعة أيام (25 كانون الثاني/يناير – 2 شباط/فبراير).
وقال الأمين العام للإنتربول السيد يورغن شتوك في كلمته أمام القادة الشباب في نيودلهي: ’’يجب أن يستند التعاون الشرطي الدولي إلى قواعد واضحة، لكن الثقة تشكل الأساس لقسم كبير من العمل الذي يتولى الإنتربول تيسيره كل يوم‘‘.
وأضاف الأمين العام: ’’في ظل تفاقم رقمنة الجريمة وعولمتها، أصبحت هذه الثقة بين أجهزة إنفاذ القانون في مختلف البلدان أكثر حيوية من أيّ وقت مضى – لأن ما من بلد بمفرده قادر على مكافحة أيّ تهديد لا تقف في وجهه حدود‘‘.
وقال السيد Subodh Kumar Jaiswal، مدير المكتب المركزي للتحقيقات في الهند: ’’اجتمعت مؤخرا أوساط الشرطة العالمية بأسرها في الهند في إطار الدورة الـ 90 للجمعية العامة للإنتربول. ومتابعةً لهذا الموضوع، يشكل البرنامج العالمي للقيادات الشرطية الشابة مصدر إلهام وأعتقد أن القدرات المهنية الغنية والابتكارات وأفضل الممارسات التي راكمتها الشرطة في الهند يمكن أن تشكل نموذجا تحتذي به بلدان أخرى‘‘.
إنجازات تكنولوجية
في إطار التحليل العالمي لاستشراف المستقبل، اهتم الإنتربول بدراسة كيفية تطور الثقة في العصر الرقمي، وقد استندت المناقشات التي دارت في الهند إلى البحوث التي أجراها والأفكار التي قدمها مركز الابتكار التابع للمنظمة.
وتشكل الإنجازات التكنولوجية الجديدة في مجالات من قبيل برمجيات التصوير العصبي والوسائط التركيبية (أو التزييف العميق) أدوات جديدة محتملة لإنتاج معلومات مغلوطة على نطاق واسع، الأمر الذي يجعل من التواصل وبناء الثقة بين السلطات أكثر صعوبة.
وفي الجلسات الافتتاحية للبرنامج في نيودلهي، أوضح الخبراء كيفية الحفاظ على الثقة بفعالية في بيئة من هذا القبيل ثم عمل المشاركون معا على اقتراح حلول تستند إلى تجاربهم في إداراتهم وبلدانهم.
شبكة عالمية، نتائج ملموسة
ساعد البرنامج المشاركين على إقامة شبكة مهنية عالمية بين أجهزة إنفاذ القانون في أكثر من 40 بلدا. ودُعي إلى الهند أيضا المشاركون في الجولتين السابقتين، الأمر الذي رسّخ أركان شبكة سبق أن أتاحت لأجهزتهم الوطنية تحقيق نتائج ملموسة.
وفي الهند، وقالت السيدة فاطمة عوض، رئيسة فرع في وزارة الداخلية في البحرين ومشاركة في الجولة الثالثة من البرنامج: ’’لقد تغيّرتُ تغيرا جذريا بعد حضوري البرنامج للمرة الأولى. إن هذا البرنامج منحنا الثقة اللازمة لاقتراح حلول مبتكرة جديدة على رؤسائنا عند عودتنا إلى بلداننا، وساعدَنا مشاركون سابقون على حل إشكاليات تتعلق بالتعاون الدولي في وقت قياسي‘‘.
وقال السيد Chingiz Kaiyrzhanov، وهو مشارك في الجولة الثانية من البرنامج ويعمل في المكتب المركزي الوطني في كازاخستان المقام في وزارة الداخلية: ’’بالنسبة لضابط شرطة شاب، يتيح البرنامج الانفتاح على العالم ويوفر الأدوات اللازمة لمواجهة المستقبل‘‘. وأضاف: ’’إن معاينة مختلف جوانب النهج الشرطي الذي تعتمده الهند أعطتني أفكارا يمكن الاسترشاد بها فيما يتعلق بأسلوب العمل على الصعيد الوطني‘‘.
وبعد عدة أيام في مقر المكتب المركزي للتحقيقات في نيودلهي، سيستمع المشاركون في البرنامج إلى جلسة معلومات يقدمها خبراء من الجامعة الوطنية لعلوم الأدلة الجنائية في غانديناغار، ولاية غوجارات، قبل التوجه في ختام إقامتهم إلى مومباي حيث سيجتمعون مع مسؤولي الشرطة في المدينة والولاية.
وفي جلسة مخصصة لبناء الثقة وإقامة الشراكات داخل المجتمعات بعد وقوع اعتداءات إرهابية، سيستمع المشاركون إلى مسؤولي شرطة رفيعي المستوى من سري لانكا وإسبانيا يتحدثون عن تجاربهم المباشرة في حالات الأزمات.
ويمكن الاطلاع على مزيد من المعلومات عن البرنامج العالمي للقيادات الشرطية الشابة على موقعنا الإلكتروني: البرنامج العالمي للقيادات الشرطية الشابة .