عملية دولية تستهدف بيع الأدوية غير المشروعة عبر الإنترنت

٢٧ يونيو، ٢٠١٣

ليون (فرنسا) - شارك حوالى 100 بلد في عملية نُفّذت على الصعيد العالمي تسعى إلى تفكيك الشبكات الإجرامية الضالعة في البيع غير المشروع للأدوية عبر الإنترنت، وأسفرت عن توقيف 58 شخصا في جميع أنحاء العالم ومصادرة كمية متنوعة من الأدوية التي قد تكون مضرة بالصحة شملت 9,8 ملايين وحدة تقدَّر قيمتها بحوالى 41 مليون دولار من دولارات الولايات المتحدة.

وشارك في عملية بانجيا السادسة، بوصفها أكبر عملية عالمية تجري عبر الإنترنت وتركز على مواقع بيع الأدوية المزيفة أو المقلدة عبر الإنترنت، أجهزة الشرطة والجمارك والسلطات الوطنية لتنظيم الأدوية من أجل استهداف هذه المواقع التي توفر أدوية مزيفة وغير مشروعة، ورفع مستوى الوعي بالمخاطر الصحية الكبرى المرتبطة بشراء الأدوية عبر الإنترنت.

وقد تولى الإنتربول، ومنظمة الجمارك العالمية، والمنتدى الدائم المعني بمكافحة الجرائم الدولية المتصلة بالمنتجات الصيدلانية، والفريق العامل لموظفي إنفاذ القانون الذي شكله رؤساء وكالات الأدوية، ومعهد الأمن الصيدلي، واليوروبول، تنسيق هذه العملية التي حظيت بدعم من المركز المعني بتعزيز الصيدليات المأمونة على الإنترنت، وشركات من القطاع الخاص مثل شركة فيزا، وماستركارد، وباي بال، وليجيتسكريبت.

واستهدفت هذه العملية التي دامت أسبوعا كاملا (18-27 حزيران/يونيو) أهم الجهات المتورطة في التجارة غير المشروعة بالأدوية عبر الإنترنت، أي شركات التزويد بخدمات الإنترنت، وأنظمة الدفع الإلكتروني، وشركات تسليم البضائع. وأفضت إلى كشف أكثر من 9 000 موقع إلكتروني مرتبط بصيدليات غير مشروعة على الإنترنت وإغلاقها، وإلغاء خدمات الدفع التي تتيحها هذه الصيدليات، وتعطيل عدد كبير من الرسائل الإلكترونية الطفيلية.

وقال الأمين العام للإنتربول رونالد ك. نوبل: ’’تستغل الشبكات الإجرامية عبر الوطنية شبكة الإنترنت للاحتيال على المستهلكين ببيعهم أدوية مزيفة غالبا ما تعرض حياتهم للخطر دون الاكتراث بالمخاطر التي تهدد صحة المشترين بحسن نية.

’’ولقد تضافرت جهود شركائنا في العالم أجمع في إطار عملية بانجيا السادسة التي ينظمها الإنتربول للوقوف في وجه هذه الشبكات الإجرامية المنظمة. وهم يتكاتفون لحماية المستهلكين الأبرياء بإغلاق الصيدليات غير المشروعة على الإنترنت، ومصادرة المنتجات الصيدلانية غير المشروعة، وتقديم المجرمين إلى العدالة‘‘.

وختم الأمين العام للإنتربول قائلا: ’’وتشكل هذه الإجراءات خطوة هامة في سبيل الحفاظ على صحة الناس وسلامتهم وتوجيه ضربة قوية إلى المجموعات الإجرامية المتورطة في تقليد المنتجات الطبية.‘‘

وشملت الأدوية المزيفة التي صودرت خلال عملية بانجيا مضادات حيوية، وأدوية للسرطان، وأدوية للاكتئاب، ومكملات غذائية، وأدوية للعجز الجنسي.

وقال الأمين العام لمنظمة الجمارك العالمية كونيو ميكوريا: ’’إن صحة المستهلكين في العالم وسلامتهم أمران يتسمان بالأهمية البالغة، وتُبذَل جميع الجهود لحمايتهم من مخاطر بيع الأدوية غير المشروعة عبر الإنترنت، وذلك بالتشارك معا في استخدام البيانات الاستخبارية والأدوات القانونية‘‘.

وأضاف قائلا: ’’يسرّني أن تواصل أجهزة الشرطة والجمارك والسلطات الوطنية لتنظيم الأدوية العمل معا بشكل وثيق على الصعيدين الدولي والوطني من أجل مكافحة هذا النوع الخطير من التجارة غير المشروعة، وبدعم كامل من شركائنا في القطاعين العام والخاص في العالم أجمع‘‘.

وشدد الأمين العام لمنظمة الجمارك العالمية قائلا: ’’لا شك أنّ النتائج الممتازة التي حققتها عملية بانجيا السادسة تثبت فعالية وضع مهاراتنا جميعا في خدمة مكافحة الجريمة، ولا سيما تزايد بيع المنتجات الصيدلانية غير المشروعة والخطيرة في معظم الأحيان عبر الإنترنت‘‘.

وخُصِّص مركز عمليات في مقر الأمانة العامة للإنتربول في ليون لهذه العملية ويجري انطلاقا منه تبادل المعلومات بين البلدان والأجهزة المشاركة، ووضع اليوروبول مكتبا متنقلا بتصرّف العملية لمقارنة هذه المعلومات بالتعاون الوثيق مع ضابط الارتباط التابع له في الإنتربول. وبالإضافة إلى مداهمة أماكن على صلة بمواقع توفير المنتجات الصيدلانية غير مشروعة على الإنترنت، قامت سلطات تنظيم الأدوية وأجهزة الجمارك بتفتيش حوالى 552 000 رزمة صودر منها 58 000.

وقالت ألين بلانسون المديرة المساعدة للإدارة الفرعية للإنتربول المعنية بمكافحة جريمة تقليد المنتجات الطبية والصيدلانية: ’’ ليس بوسعنا القضاء على البيع غير المشروع للمنتجات الصيدلانية عبر الإنترنت إلا من خلال بذل جهود دولية مشتركة ومنتظمة، على غرار ما يجري في عمليات بانجيا. وإن الالتزام الدائم لشركائنا من القطاعات كافة والجهود الحثيثة التي يبذلونها أمران في غاية الأهمية لحماية المستهلكين الأبرياء وضمان عدم تحويل الإنترنت إلى ملاذ آمن للمجرمين الدوليين‘‘.

وأضافت السيدة بلانسون: ’’نأمل في نهاية المطاف، من خلال توعية العامة بمخاطر الصيدليات غير المشروعة الناشطة عبر الإنترنت، أن يصبح الناس أكثر حذرا عند شرائهم أدوية عبر الشبكة‘‘.

وقد أُجريت حتى تاريخه 175 عملية تحقيق في مجموعة من الجرائم من بينها صنع وبيع أدوية مقلدة أو غير مرخص بها وتوفيرها بشكل غير مشروع.‏

ولا تزال التحقيقات جارية في هذا المجال. وسيتم الإعلان عن النتائج النهائية لعملية بانجيا السادسة عند الانتهاء من هذه التحقيقات.‏