الإنتربول يدعو إلى الكف عن استخدام مصطلح ’’تسمين الخنزير قبل ذبحه‘‘ احتراما للضحايا

١٧ ديسمبر، ٢٠٢٤
Think Twice: الكلمات مهمة بالنسبة لضحايا الاحتيال

ليون (فرنسا) - يدعو الإنتربول إلى تغيير في المصطلحات في إطار مكافحة الاحتيال في مجالي الاستثمار والعلاقات عبر الإنترنت ويشجع على استخدام مصطلح ’’الاحتيال بالإغراء العاطفي‘‘ بدلا من مصطلح ’’تسمين الخنزير قبل ذبحه‘‘ (pig butchering بالإنكليزية) الشائع الاستخدام والمنطوي على وصمة.

وأصل التعبير تسمية ’’الخنازير‘‘ التي يطلقها المحتالون أنفسهم على ضحاياهم الذين يعمدون إلى ’’تسمينهم‘‘ عن طريق اجتذابهم إلى إقامة علاقات غرام أو صداقة كاذبة قبل ’’ذبحهم‘‘ عن طريق إقناعهم بالاستثمار في آليات احتيالية في مجال العملات المشفّرة.

وعندما يستثمر الضحايا مبالغ ضخمة من المال، يواصل المحتالون التلاعب بعواطفهم أو يقطعون العلاقة معهم فجأة بعد أن يكونوا قد ألحقوا بهم خسائر مالية ونفسية فادحة.

ويعتبر الإنتربول أن مصطلح ’’تسمين الخنزير قبل ذبحه‘‘ ينزع عن ضحايا هذا النوع من الاحتيال أيّ طابع إنساني ويُشعرهم بالخجل، ما يثني البعض عن طلب المساعدة وتزويد السلطات بالمعلومات.

وفي المقابل، يعكس مصطلح ’’الاحتيال بالإغراء العاطفي‘‘ - الذي يستخدمه بالفعل بعض أجهزة إنفاذ القانون وخبراء الأمن على الإنترنت - الأساليب المعقدة والتلاعب بالعواطف اللذين يلجأ إليهما المحتالون لكسب ثقة ضحاياهم. ويلقي الضوء تحديدا على المكان المناسب: أي على أفعال الجناة لا على تصرفات الضحايا.

وقال المدير التنفيذي بالوكالة للخدمات الشرطية في الإنتربول سيريل غو:

’’الكلمات مهمة. ولقد شهدنا ذلك في مجالات الجرائم الجنسية العنيفة والعنف المنزلي واستغلال الأطفال عبر الإنترنت. وعلينا الإقرار بأن كلماتنا مهمة أيضا بالنسبة لضحايا هذا النوع من الاحتيال.

’’لقد حان الوقت لتغيير لغتنا من أجل إعطاء الأولوية لاحترام الضحايا والتعاطف معهم، ومحاسبة المحتالين على جرائمهم‘‘.

وقالت الدكتورة إليزابيث كارتر، الأستاذة المساعدة في علم الجريمة واختصاصية اللغويات الجنائية في جامعة كينغستون في لندن:

’’تُظهر الأبحاث الأكاديمية بوضوح الروابط بين أساليب المحتالين وأساليب مرتكبي العنف المنزلي والسيطرة القسرية. ومن الضروري ألا نتبنى مصطلحات هؤلاء المجرمين بل أن نستخدم بالأحرى مصطلحات تساهم في حماية الجمهور وتشجع الضحايا على الإبلاغ بوضعهم‘‘.

ودعوة الإنتربول إلى التخلي عن مصطلح ’’تسمين الخنزير قبل ذبحه‘‘ تندرج في إطار حملة Think Twice التي ترمي إلى توعية عامة الناس بالأمن وبضرورة التيقظ عند التفاعل عبر الإنترنت.

وتتضمن حملة التوعية مجموعة من أشرطة الفيديو القصيرة التي تلقي الضوء على خمسة تهديدات متزايدة الحضور على الإنترنت: الهجمات ببرمجيات انتزاع الفدية، والهجمات بالبرمجيات الخبيثة، والتصيد الاحتيالي، والاحتيال بواسطة الذكاء الاصطناعي التوليدي، والاحتيال بالإغراء العاطفي.