الإنتربول يُحيي مائة عام من التعاون الشرطي الدولي

٣١ يناير، ٢٠٢٣
أُنشئت المنظمة في عام 1923، وبعد أن كانت تضم مجموعة من 20 مندوبا وطنيا اتسع نطاقها فباتت تشمل كل بلد في العالم تقريبا

ليون (فرنسا) - إن أكبر منظمة شرطة في العالم تُحيي رسميا الذكرى المئوية لتأسيسها وتحتفل بمائة عام من التعاون الشرطي الدولي.

واللجنة الدولية للشرطة الجنائية، كما كان الإنتربول يُسمّى في الأصل، تأسست في عام 1923 في مؤتمر للشرطة عُقد في فيينا (النمسا) وشارك فيه ممثلون عن 20 بلدا.

/

وفي الفترة التي تلت الحرب وشهدت اضطرابات جيوسياسية ومخاوف من تفاقم الجريمة الدولية، اتفق ممثلو البلدان على أن التعاون هو السبيل الوحيد الذي يتيح للشرطة مكافحة تهديدات الجريمة عبر الوطنية - وهو هدف مشترك في جميع فترات التوتر السياسي أو الاقتصادي.

ومؤتمر فيينا هذا الذي دعا إلى تنظيمه مسؤولو شرطة مباشرةً أرسى المبادئ التأسيسية التي لا يزال يقوم عليها عمل الإنتربول اليوم: تركيز على الأدوات العملية لمساعدة أجهزة إنفاذ القانون على مكافحة الجريمة ما وراء حدودها، والتزام بالحياد.

وقال الأمين العام يورغن شتوك: ’’على الرغم من التغييرات العميقة التي شهدها العالم في القرن الماضي، ما برحت مبادئ الإنتربول التأسيسية وثيقة الصلة بالوضع السائد اليوم مثلما كانت عليه في عام 1923‘‘.

وأضاف: ’’مما لا شك فيه أن الأدوات والتقنيات التي نستخدمها لمساعدة الشرطة في بلداننا الأعضاء تطورت إلى حد بعيد - من الرموز البرقية إلى شبكتنا الشرطية المأمونة I-24/7، ومن بصمات الأصابع إلى التعرف على سمات الوجه.

’’وها نحن اليوم نعيش، من جديد، فترة من الاضطرابات العالمية التي تؤججها الرقمنة التي لا تنفك تتزايد والتحولات الجيوسياسية. وأصبحت الحاجة إلى تعاون شرطي دولي راسخ أشد من أي وقت مضى‘‘.

وفي شريط فيديو قصير أطلقه الإنتربول لإحياء الذكرى المئوية لتأسيسه، يظهر بوضوح نطاق المسائل المشمولة بعمل المنظمة اليوم - ومنها الجريمة البيئية والاتجار غير المشروع بالأدوية والتحليل الجنائي - وهكذا تحولت رؤية مجموعة صغيرة في عشرينيات القرن الماضي في فيينا إلى مهمة شاملة متعددة الأجيال.

250 تقصّيا في الثانية

أصبح الإنتربول خلال القرن الماضي إحدى أشهر المنظمات في العالم، مع أن دوره الدقيق ليس مفهوما على القدر الكافي في بعض الأحيان.

فالواقع مغاير للصورة السائدة في الثقافة الشعبية التي تُظهر ’’ضباطا من الإنتربول‘‘ وهم يتوجهون إلى بلدان شتى وكأنهم قوة شرطة فوق وطنية، في حين أن سلطات الاعتقال والمصادرة هي من اختصاص أجهزة إنفاذ القانون الوطنية دون سواها.

وحقيقة الأمر هي أن الإنتربول يتيح للشرطة مكافحة الجرائم التي تتجاوز حدودها الوطنية من خلال توفير البيانات وتزويد بلدانه الأعضاء الـ 195 بإمكان الوصول إليها، فضلا عن الاستفادة من مجموعة من أدوات الدعم التقني والعملياتي.

وفي الوقت الراهن، حيث أضحت الجريمة عالميةً أكثر من أي وقت مضى وحيث ينشط المجرمون بشكل متزايد في مساحات ’’بلا حدود‘‘ على الإنترنت، تعززت أهمية الإنتربول العملياتية لدى أجهزة إنفاذ القانون.

ففي المتوسط، تتقصّى الشرطة قواعد بيانات المنظمة أكثر من 20 مليون مرة في اليوم، أي ما يوازي 250 عملية تقصّ في الثانية.

عودة إلى فيينا

ستقوم الأمانة العامة للإنتربول وبلدانه الأعضاء، طيلة العام، بتنظيم فعاليات وإطلاق أنشطة لإحياء هذه الذكرى.

وستبلغ فعاليات المئوية ذروتها في فيينا حيث ستستضيف هذه المدينة الإنتربول مرة أخرى وتفتح أبوابها أمام قادة الشرطة من بلدان المنظمة الـ 195 في إطار الجمعية العامة الـ 91.

وفي عام 2023 أيضا سيحتفل العالم للمرة الأولى باليوم الدولي للتعاون الشرطي الذي عينته الأمم المتحدة وحددت 7 أيلول/سبتمبر تاريخا له، وهو اليوم الذي تأسست فيه اللجنة الدولية للشرطة الجنائية.

وهذا اليوم الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة في كانون الأول/ديسمبر 2022 يقرّ بالدور المركزي الذي تضطلع به أجهزة إنفاذ القانون في العالم في مجال الأمن العالمي وبضرورة مواصلة توثيق التعاون الدولي لمنع الجريمة عبر الوطنية والإرهاب ومكافحتهما.

اقرأوا المزيد عن تاريخ الإنتربول الممتد 100 عام على موقعنا الإلكتروني وتابعونا على وسائل التواصل الاجتماعي لمعرفة المزيد عن ماضي المنظمة وحاضرها ومستقبلها.