ليون (فرنسا) - تلقت مجموعات الجريمة التي تقف وراء الاتجار بالبشر وتهريب المهاجرين ضربة موجعة في سياق عملية نسقها الإنتربول أدت إلى اعتقال 286 مشتبها فيه في أرجاء العالم.
وشارك في عملية Liberterra (5-9 تموز/يوليو) أفراد من أجهزة إنفاذ القانون من 47 بلدا أجروا حوالي 500 000 عملية تفتيش عند المعابر الحدودية وفي المطارات وكذلك في بؤر ساخنة كشفتها بيانات الاستخبارات والتحقيقات.
وأنقذت السلطات المختصة نحو 430 من ضحايا الاتجار بالبشر وكشفت هوية 4 000 مهاجر غير نظامي من 74 بلدا. واستدعى الكثير منهم الحصول على مساعدة طبية ونفسية وسكنية وتكفلت الأجهزة الاجتماعية بتقديم الرعاية لهم.
وبالإضافة إلى ذلك، فُتح 60 تحقيقا جديدا على المستوى عبر الوطني. وتظل وثائق الهوية المزورة أو المسروقة ورقة رابحة عندما يتعلق الأمر بمساعدة الأشخاص في عبور الحدود بطريقة غير مشروعة وتُضبط مثل هذه الوثائق في جميع القارات. وفي اليوم الأول للعملية، اعتقلت السلطات في تنزانيا سائق حافلة أوغنديا ينقل علبة تتضمن 169 جواز سفر مزورا من كمبالا إلى دار السلام.
وقال الأمين العام للإنتربول: ’’تعطي عملية Liberterra التي استغرقت خمسة أيام لمحة سريعة عن وضع الاتجار والتهريب على الصعيد العالمي، وتبرز كيف تركز شبكات الجريمة المتعددة الجنسيات والشديدة التنظيم على تحقيق هدف واحد فقط هو الربح.
’’وبالنظر إلى تفكيك 22 مجموعة إجرامية، تظهر العملية أيضا ما يمكن أن تحققه الإجراءات المنسقة بين أجهزة إنفاذ القانون على الصعيد العالمي‘‘.
تفكيك مجموعات إجرامية في أرجاء العالم
اشتملت أبرز الأنشطة الميدانية على ما يلي:
- فكّكت السلطات في الجزائر عصابة تهريب تستخدم المسالك البحرية نحو الشواطئ الأوروبية.
- فكّكت السلطات في كولومبيا مجموعتين إجراميتين مختلفتين واعتقلت 22 من أعضائهما. وبينما اختصت المجموعة الأولى بتهريب المهاجرين إلى الولايات المتحدة، ركزت المجموعة الثانية على تهريب مهاجرين من كوبا وهايتي من إكوادور إلى كولومبيا. وبالإضافة إلى ذلك، اعتُقل أيضا شخصان مطلوبان على الصعيد الدولي في إسبانيا بموجب نشرتين حمراوين لصلتهما بالاتجار بالبشر.
- اعتقلت السلطات في إكوادور 8 أشخاص يُشتبه في أنهم يهربون مهاجرين إلى الولايات المتحدة عن طريق وكالة سفر نظامية تُستخدم كغطاء لحجز تذاكر طيران عن طريق المكسيك.
- اعترض أفراد الشرطة في غانا اثنين من الأِشخاص متهمَين بقيادة عصابة لتهريب المهاجرين بين غانا وتوغو وبنن ونيجيريا.
- اعتُقل في مقدونيا الشمالية ستة أعضاء في مجموعة إجرامية منظمة. وكان العقل المدبر يتعاون مع أعضاء تابعين له في الشرق الأوسط من أجل تهريب مهاجرين من أفغانستان وباكستان وبنغلاديش وسوريا إلى اليونان.
- أنقذت السلطات في السودان 253 من ضحايا الاتجار بالبشر واعتقلت 32 مشتبها فيه.
- فُككت في إسبانيا مجموعة إجرامية منظمة كانت تهرب مهاجرين عن طريق البحر من الجزائر إلى الشواطئ الإسبانية.
استغلال أشد الفئات السكانية هشاشة
يتعطش المهربون إلى تحقيق الأرباح فقط، فيسهلون عبور المهاجرين بدون إيلاء أيّ اهتمام يُذكر لسلامتهم وحسن حالهم.
وأفادت كرواتيا ونيكاراغوا بوقوع حوادث طرق مأسوية عندما حاول مهربون تفادي نقاط تفتيش. وفي سلوفينيا، اضطُر مهاجرون إلى السفر داخل أكواخ للكلاب. وفي اليونان، أفاد مهاجرون بأنهم دفعوا مبلغا يصل إلى 2 000 يورو للشخص الواحد لنقلهم مدة أربع ساعات داخل مركبة ضمن البلد. وأنقذ خفر السواحل التونسي 69 مهاجرا من 11 بلدا أفريقيا بعد تلقيه نداء استغاثة من قاربهم.
وخلال العملية، أنقذت السلطات المعنية أيضا عددا من ضحايا الاتجار القاصرين. وفي لبنان، قدمت سبع فتيات إفادتهن بشأن عصابة دولية للاستغلال الجنسي والاتجار بالبشر. وفي فنزويلا، أفاد ضحايا قاصرون بأنهم أُجبروا على الخضوع للاستغلال الجنسي بعد أن تلقوا تهديدات بالقتل من متّجرين بالبشر.
واغتنمت البلدان الأعضاء فرصة تنفيذ العملية للتوعية بهذه الجرائم، ولا سيما في الإمارات العربية المتحدة حيث أُطلقت حملة من هذا النوع في مراكز توظيف عمال منازل.
قدرات الإنتربول الشرطية
جرى تقصّي قواعد بيانات الإنتربول 508 000 مرة وكان للنشرات دور رئيسي في تحديد مكان الأشخاص المطلوبين واعتقالهم. وعلى سبيل المثال، اعتقلت الشرطة في المملكة المتحدة ستة فارّين مطلوبين من بلدان أوروبية مختلفة لتهريب مهاجرين واتجار بالبشر لأغراض الاستغلال الجنسي.
وألقت البرازيل وبنما وكوراساو وكولومبيا القبض على فارّين مطلوبين بموجب نشرات حمراء في جرائم أخرى مثل الاتجار بالمخدرات والاغتصاب والسطو وغسل الأموال.
وبالإضافة إلى وحدة دعم مركزية مقامة في الأمانة العامة للإنتربول في ليون، قدمت ثلاث وحدات تنسيق ميدانية في الإمارات العربية المتحدة وبنما والسودان الدعم للبلدان المشاركة.
الشراكات
حظيت هذه العملية المشتركة بدعم عدد من الجهات الشريكة هي المنظمة الدولية للهجرة ومكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة ويوروبول.
ونُفذت العملية تحت إشراف مشروع Flyway الممول من النرويج، والمركز الميداني الإقليمي لدعم آلية الخرطوم ومبادرة الاتحاد الأفريقي المتعلقة بالقرن الأفريقي، ومؤسسة الإنتربول من أجل عالم أكثر أمانا.
البلدان المشاركة
إسبانيا، وإكوادور، والإمارات العربية المتحدة، وأوغندا، وباكستان، والبرازيل، والبرتغال، وبلجيكا، وبنما، والبوسنة والهرسك، وبيرو، وتركيا، وتنزانيا، وتونس، والجزائر، والجمهورية الدومينيكية، وزمبابوي، والسلفادور، وسلوفينيا، والسودان، وسوريا، وشيلي، وصربيا، والعراق، وعُمان، وغانا، وغواتيمالا، وفنزويلا، وفييت نام، وقطر، وكرواتيا، وكوراساو، وكوستاريكا، وكولومبيا، وكينيا، ولبنان، والمغرب، ومقدونيا الشمالية، والمكسيك، والمملكة العربية السعودية، والمملكة المتحدة، والنمسا، ونيكاراغوا، وهايتي، وهندوراس، والولايات المتحدة، واليونان.