الإنتربول يحذر من تبعات الوباء على مشكلة الأدوية غير المشروعة في شرق أفريقيا

ليون (فرنسا) - أبرز تقرير للإنتربول أن وباء كوفيد-19 جعل أسواق الأدوية غير المشروعة في شرق أفريقيا أكثر استقطابا لجماعات الجريمة المنظمة.

وتقرير الإنتربول هذا الذي أُعد في إطار مشروع Enact (Enhancing African capacity to respond more effectively to transnational organized crime - تعزيز الإجراءات المتخذة في أفريقيا لمكافحة الجريمة المنظمة عبر الوطنية بشكل أكثر فعالية) يسلط الضوء على كيفية استغلال الشبكات الإجرامية لمواطن الضعف الجديدة المتصلة بالوباء والناجمة عن الخوف والمعلومات المضِّللة والتغيرات في سلوك المجتمعات.

ويوضح التقرير أن ’’الصعوبات المتصلة باستقلال سلطات الرقابة وانتشار المعلومات المضلِّلة عن وباء كوفيد-19 على نطاق واسع في شرق أفريقيا يخلقان بيئة مؤاتية لتنفيذ جماعات الجريمة المنظمة أنشطتها‘‘.

ويشير هذا التقييم إلى جانبين رئيسيين يميّزان سوق الأدوية غير المشروعة في شرق أفريقيا: تزايد استيراد الأدوية المقلدة وغير المستوفية لمعايير السلامة، واقتناء الأدوية المشروعة بشكل مخالف للقانون وبيعها بوسائل غير مشروعة، في السوق السوداء مثلا.

تجارة الأدوية المقلدة وغير المستوفية لمعايير السلامة في شرق أفريقيا

تقدِّر منظمة الصحة العالمية أن سوق الأدوية المقلدة في العالم تشمل حوالي 200 مليار دولار من دولارات الولايات المتحدة سنويا، وأن آسيا هي مصدر معظم هذه الأدوية.

ومع أن هذه التجارة غير المشروعة كانت رائجة منذ أمد طويل في شرق أفريقيا، يشير التقرير إلى أن جماعات الجريمة المنظمة، منذ بدء انتشار الوباء، كيّفت أساليب الاستيراد أو البيع فانتقلت من الشَحن عبر سفن الدحرجة إلى الشحن بالحاويات أو إلى الشراء والتسليم عن طريق الإنترنت، وتكيّفت أيضا مع أنواع الأدوية غير المشروعة المنتجة والمباعة مثل الكلوروكين أو أدوية علاج السعال المحتوية على كوديين.

ويشير التقرير أيضا إلى أن تجارة الأدوية غير المشروعة في شرق أفريقيا قد أسفرت عن ارتفاع في مستوى إدمان المسكِّنات القوية، وفي الجرعات الزائدة والوفيات الناجمة عن الأدوية المقلدة.

الجرائم المتصلة بالأدوية المباعة في السوق السوداء

أسهم الطلب على الأدوية في تأجيج أعمال العنف والفساد في إطار محاولات التعرض لمرافق الرعاية الصحية والعاملين فيها من أجل الحصول على أدوية خاضعة للرقابة.

وتزيد هذه التجارة أيضا حدة تبعات كوفيد-19 على منظومات الرعاية الصحية في شرق أفريقيا.

ويشير التقرير إلى أن ’’السوق السوداء للأدوية الموجهة أساسا إلى المستشفيات قد زادت الصعوبات المطروحة على منظومات الرعاية الصحية لمواجهة أيّ موجة ثانية أو ثالثة محتملة من هذا الوباء‘‘.

ويخلُص التقرير أيضا إلى أن أحد التحديات البارزة بالنسبة لبلدان شرق أفريقيا يبقى أخذ التبعات التي تخلّفها الجريمة المنظمة على تجارة الأدوية غير المشروعة في الاعتبار وتقييم احتمالات تفاقمها بسبب إمكان استمرار تفشّي وباء كوفيد-19.

مشروع Enact

في إطار مشروع Enact، يساعد الإنتربول الشرطة في أفريقيا على اعتماد استراتيجيات استباقية لمكافحة تهديدات الجريمة المنظمة، وتيسير تبادل المعلومات وتعزيز الكفاءات في مجال التحقيق.

وهذا المشروع هو أول مبادرة من نوعها تغطي القارة الأفريقية بأكملها، بهدف تحليل نطاق الجريمة المنظمة وتبعاتها على الأمن والحوكمة والتنمية. وسيتيح هذا التحليل توفير المعلومات لصانعي القرار وتعزيز التعاون الشرطي على الصعيدين الإقليمي والقاري.

ويمول الاتحاد الأوروبي مشروع Enact وينفذه كل من الإنتربول ومعهد الدراسات الأمنية بالشراكة مع المبادرة العالمية لمكافحة الجريمة المنظمة عبر الوطنية.