شيلي: الشرطة تفكك عصابة مسؤولة عن تهريب مئات الأطفال

١٨ نوفمبر، ٢٠٢١
يُعتقد أن هذه الشبكة حاولت أن تهرّب إلى الولايات المتحدة أطفالا مهاجرين من هايتي غير مصحوبين بذويهم في أغلب الأحيان

ليون (فرنسا) - تمكنت شرطة التحقيقات الجنائية في شيلي (Policía de Investigaciones)، في إطار عملية اسمها الرمزي ’Frontera Norte‘، من اعتقال تسعة أشخاص يُشتبه في انتمائهم إلى عصابة تهريب مهاجرين، وذلك في أعقاب تحقيق دعمه الإنتربول وأجهزة إنفاذ القانون في أمريكا الجنوبية والوسطى.

واعتُقل هؤلاء الأشخاص في 29 أيلول/سبتمبر في مدينة أريكا الواقعة في شمال شيلي بالقرب من الحدود مع بيرو. والمعتقلون هم أربعة أشخاص من شيلي واثنان من فنزويلا وشخص من بيرو وشخص من هايتي وشخص من باراغواي، وستوجَّه إليهم جميعا تهمة التواطؤ غير المشروع وتهريب المهاجرين.

ويُشتبه في أن العصابة قد هرّبت حوالي 1 000 مهاجر هايتي من شيلي إلى المكسيك أو الولايات المتحدة كوجهتين نهائيتين.

وحتى هذا التاريخ، كُشف على طريق الهجرة غير النظامية إلى الولايات المتحدة في بنما وغواتيمالا وكوستاريكا والمكسيك ونيكاراغوا 267 طفلا شيليا يبلغون من العمر ستة أعوام أو ما دون، وجميعهم أبناء مهاجرين هايتيين.

مهاجرون غير مصحوبين بذويهم

بوشر التحقيق في تشرين الثاني/يناير 2020 عندما بدأت شرطة التحقيقات الجنائية تتلقى تقارير عن تدفق غير اعتيادي لأطفال شيليين، ذووهم مهاجرون هايتيون، كانوا يعبرون الحدود مع بيرو. وبعد وقت قصير وفي خضمّ جائحة كوفيد-19 العالمية، أفادت المراكز الحدودية في بنما وكوستاريكا والمكسيك ونيكاراغوا بأن عددا كبيرا من الأطفال الذين يحملون الجنسية الشيلية عالقون وغير قادرين على مواصلة رحلتهم إلى الولايات المتحدة.

وفي آذار/مارس 2020، اتصلت شيلي بوحدة الإنتربول لمكافحة الاتجار بالبشر وتهريب المهاجرين وطلبت من البلدان الأعضاء في أمريكا الوسطى والجنوبية ومنطقة الكاريبي مشاطرتها أيّ معلومات مفيدة في هذا الصدد. وبفضل البيانات الواردة تمكّن المحققون في شيلي من إعداد قائمة لـ 185 قاصرا جرى تهريبهم عبر أمريكا الوسطى في تشرين الثاني/نوفمبر 2020 - وهي قائمة ما انفكت تتسع وباتت تشمل حاليا 267 اسما.

واستنادا إلى هذه القائمة وفي إطار عملية Turquesa II التي نسقها الإنتربول، أصدرت المنظمة بناء على طلب شيلي نشرات صفراء (تنبيهات شرطية عالمية لتحديد مكان أشخاص مفقودين) لكل من الأطفال الـ 267 وأصدرت كذلك 526 نشرة زرقاء هدفها طلب معلومات إضافية عن حالة محددة. وسعى المحققون إلى تحديد مكان أهالي الأطفال ومعرفة ما إذا كانوا في طريقهم إلى الولايات المتحدة.

وفي بعض الحالات، ثبت أن الأطفال لم يكونوا يسافرون بصبحة ذويهم الحقيقيين وفي حالات أخرى تُركوا لحال سبيلهم أو تُوفّي ذووهم في الطريق.

كُشف 267 طفلا شيليا يبلغون من العمر ستة أعوام أو ما دون كانوا يهاجرون بطريقة غير نظامية
في بعض الحالات، ثبت أن الأطفال لم يكونوا يسافرون بصبحة ذويهم الحقيقيين
اعتقلت شرطة التحقيقات الجنائية تسعة أشخاص يُشتبه في انتمائهم إلى عصابة تهريب مهاجرين
قال المدير العام لشرطة التحقيقات الجنائية Sergio Muñoz Yañez إننا استفدنا من الدعم الذي قدمته لنا أجهزة إنفاذ القانون من مختلف أنحاء العالم
كان لدى الناقلين الناشطين في شيلي أيضا اتصالات بمهربين يعملون في البلدان الأخرى
هؤلاء المعتقلون هم أربعة أشخاص من شيلي واثنان من فنزويلا وشخص من بيرو وشخص من هايتي وشخص من باراغواي
يُشتبه في أن العصابة قد هرّبت حوالي 1000 مهاجر هايتي من شيلي
ستوجَّه إلى المعتقلين تهمة التواطؤ غير المشروع وتهريب المهاجرين
كانت الولايات المتحدة الوجهة النهائية للمهاجرين
روّج الناقلون لخدماتهم عبر مجموعات واتساب
/

الترويج للخدمات عبر مجموعات واتساب

في سياق التحقيق الذي أجرته شرطة التحقيقات الجنائية، كشف أفراد الشرطة شبكة إجرامية عبر وطنية مختصة في الترويج لخدمات تتعلق بنقل وتسهيل نقل مهاجرين هايتيين من شيلي إلى الولايات المتحدة بطريقة غير نظامية.

وكان الناقلون يروّجون لخدماتهم عبر مجموعات واتساب وكانوا مكلفين بتمرير المهاجرين عبر الحدود بين شيلي وبيرو ليبدأ المهاجرون بعدها رحلتهم الطويلة برا إلى الولايات المتحدة. وكان لدى الناقلين الناشطين في شيلي أيضا اتصالات بمهربين يعملون في البلدان الأخرى الواقعة على طول طريق التهريب.

وقال الأمين العام للإنتربول يورغن شتوك: ’’لا يمكن تصور هول معاناة هذه الفئة الهشة من الأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم بضع سنوات. والعناية الفائقة التي أبدتها شرطة التحقيقات الجنائية بالتحقيق في هذه الشبكة وتفكيكها بمساعدة سائر البلدان المعنية عن طريق الإنتربول إنما تدل ما يمكن إنجازه بفضل التعاون بين أجهزة إنفاذ القانون عند مشاطرة المعلومات‘‘.

وقال المدير العام لشرطة التحقيقات الجنائية Sergio Muñoz Yañez: ’’تشكل قواعد بيانات الإنتربول وأدواته الأخرى في مجال تبادل المعلومات عنصرا رئيسيا أتاح لجهازنا تفكيك هذه الشبكة الدولية المختصة في تهريب المهاجرين الهايتيين إلى الولايات المتحدة والمكسيك. وخلال التحقيق الذي أجرته فرقة التحقيق في الاتجار بالبشر التابعة لجهاز الشرطة الجنائية لأكثر من عام، استفدنا من الدعم الذي قدمته لنا أجهزة إنفاذ القانون من مختلف أنحاء العالم، ما يدل على التزام نظرائنا ودعمهم لنا لتحقيق هدف مشترك من قبيل مكافحة الجريمة المنظمة عبر الوطنية‘‘.

ولمواجهة تهريب المهاجرين، يضع الإنتربول في متناول أفراد إنفاذ القانون في بلدان المصدر والعبور والوجهة مجموعة واسعة من الخبرات وقواعد البيانات والخدمات، مما يساعدهم على تبادل المعلومات وتنسيق الإجراءات ضد عصابات التهريب بين البلدان الـ 194 الأعضاء في المنظمة.