ليون (فرنسا) – أسفرت عملية نسقها الإنتربول لمكافحة تهريب المهاجرين والاتجار بالبشر في أرجاء الأمريكتين عن اعتقال 257 شخصا وإنقاذ 163 شخصا آخر يحتمل أن يكونوا من ضحاياهم وأدّت أيضا إلى كشف حوالي 12 000 مهاجر غير نظامي من 69 بلدا مختلفا.
وخلال عملية Turquesa V، نفذت السلطات في 33 بلدا أكثر من 850 000 عملية تفتيش في نقاط عبور رئيسية بهدف تعطيل مجموعات الجريمة المنظمة عبر الوطنية التي تستغل مسالك الاتجار في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا لتحقيق الأرباح.
وخلال أيام العملية الخمسة (27 تشرين الثاني/نوفمبر – 1 كانون الأول/ديسمبر)، أنشأ الإنتربول وحدة تنسيق عملياتية في كوستاريكا. وأُوفد أيضا موظفون من وحدة مكافحة الاتجار بالبشر وتهريب المهاجرين إلى الحدود البرية في تاباتينغا (البرازيل) وإلى داريين غاب بين كولومبيا وبنما حيث استعانوا بأدوات الإنتربول النقالة لتقصّي قواعد البيانات العالمية للمنظمة بصورة آنية.
لمحة سريعة عن اتجاهات الهجرة غير النظامية
منذ عام 2019، تقدم عملية Turquesa لمحة عامة عن اتجاهات الهجرة في بلدان العبور في جنوب أمريكا ووسطها، ما أتاح رصد التغيرات في تدفق المهاجرين إلى وجهات تقع في الشمال.
وتظهر النتائج الأولية للعملية المنفذة في هذا العام زيادة ملحوظة في التدفقات عبر القارية، ولا سيما من الصين التي تبيّن أنها، بعد فنزويلا وإكوادور، ثالث أكبر بلد مصدر للمهاجرين غير النظامين.
وخلال الاستجوابات، قدم المهاجرون الذين يجري تهريبهم معلومات قيّمة عن أساليب التجنيد وظروف السفر وتكاليفه. وأفاد مهاجرون بأنهم دفعوا بين 2 700 و20 000 دولار أمريكي تبعا للرحلة.
وقال الأمين العام للإنتربول يورغن شتوك:
’’إن عدد الجنسيات التي كشفت عنها عملية Turquesa V يؤكد إلى أيّ مدى أصبح ممر الهجرة الرئيسي هذا، الذي كان يُعتبر في وقت ما مسلكا مخصصا للأمريكتين، وجهة مجموعات الجريمة المنظمة في العالم أجمع.
’’وتحقق هذه المجموعات أرباحا طائلة من تهريب المهاجرين المستضعفين على هذا المسلك واستغلالهم، رجالا ونساء وأطفالا. وعلينا كأجهزة لإنفاذ القانون تكوين جبهة موحدة وعالمية من خلال مشاطرة المزيد من المعلومات عبر الحدود لتعزيز قدرات أفراد الشرطة العاملين في الخطوط الأمامية‘‘.
وفي كوراساو، بعد التحقق من جواز سفر أحد المسافرين القادمين من الجمهورية الدومينيكية، تبين أنه قد يكون مهرب مهاجرين. وبالرغم من ادعائه الانتماء إلى فريق سوفت بول (Softball) مسافر للمشاركة في منافسة رياضية، لم تكن أمتعته تحوي أيّ معدات أو ملابس رياضية، ولا أمتعة ’أعضاء فريقه‘ أيضا. واعتُقل واتُهم بتهريب مهاجرين.
وبفضل المعلومات التي وفرتها الوكالة المعنية بتنفيذ تدابير مكافحة الجريمة والإجراءات الأمنية التابعة للجماعة الكاريبية، كشفت السلطات في جزر البهاما مجموعة تضم 18 مهاجرا غير نظامي من إكوادور، ما يدل على وجود مسلك تهريب جديد عبر منطقة الكاريبي.
الاتجار بالبشر: استغلال جنسي يسهل الإنترنت ارتكابه
بيّنت العملية أن معظم الضحايا قد اتُجر بهم لأغراض الاستغلال الجنسي. وأُنقذ عشرات القاصرين منهم، بينهم 12 طفلا في الهندوراس كان أصغرهم يبلغ من العمر ستة أعوام.
وبعد تحديد هوية ثلاثة أشخاص من ضحايا الاستغلال الجنسي ونحو 200 مهاجر غير نظامي، اعتقلت شرطة التحقيقات في شيلي ثلاثة أفراد يُشتبه في انتمائهم إلى مجموعة إجرامية منظمة على صلة بعصابة Tren de Aragua. وأصدر الإنتربول بناء على طلب فنزويلا خمس نشرات حمراء لأعضاء آخرين في العصابة.
وفي حالة نادرة، أبلغ موظفو أحد المستشفيات السلطات البرازيلية بأن رجلا قدم في أقل من شهر طلبين منفصلين يدّعي فيهما أبوة طفلين لقيطين حديثَي الولادة. وتبيّن لها فيما بعد أن هذا الرجل البالغ من العمر 49 عاما قد سافر مؤخرا إلى البرتغال مع مولودة جديدة ولكنه عاد إلى سان باولو بمفرده. وفي إثر تعاون مكثّف بين البلدين، وُفرت الحماية للطفلة في البرتغال وتُجرى حاليا تحقيقات دولية في مجال الاتجار بالأطفال.
وعلى اعتبار أن مجموعات الجريمة المنظمة تنشط على نحو متزايد في البيئة الرقمية، أفاد معظم ضحايا الاتجار بأنهم جُنِّدوا عبر تطبيقات مراسلة ومنصات تواصل اجتماعي. وفي البرازيل، جمّدت الشرطة الاتحادية ملغ 286 000 دولار أمريكي في شكل أصول إجرامية تعود إلى مجموعة إجرامية منظمة تدير مراكز احتيال على الإنترنت في كمبوديا. وعن طريق إعلانات على مواقع التواصل الاجتماعي، وُعِد أكثر من 100 مواطن برازيلي بالحصول على عمل في مجال العملات المشفّرة، وعلى رواتب سخية ومكافآت مرتبطة بالإنتاجية، فضلا عن المأكل والمسكن. ولكنهم بعد أن وصلوا احتُجزوا قسرا وأُجبروا على ممارسة عمليات احتيال في مجال الاستثمار على الإنترنت.
التعاون الدولي
موّلت وزارة الشؤون العالمية في كندا هذه العملية في إطار مشروع Turquesa. وتستفيد المبادرة من نقاط القوة لدى كل من الإنتربول ومكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة للتأكد من اتباع نهج قائم على العدالة لمكافحة تهريب المهاجرين والاتجار بالبشر.
لذا، سيضطلع المكتب المذكور بدور رئيسي في متابعة القضايا مع المدّعين العامين لاتخاذ الإجراءات القضائية.
وقدم اليوروبول والمنظمة الدولية للهجرة دعما إضافيا في هذا الصدد.
البلدان المشاركة: الأرجنتين، وإسبانيا، وإكوادور، وأوروغواي، وباراغواي، والبرازيل، وبربادوس، وبرمودا، وبليز، وبنما، وبوليفيا، وبيرو، وترينيداد وتوباغو، وجامايكا، وجزر البهاما، وجزر ترك وكايكوس، والجمهورية الدومينيكية، والسلفادور، وشيلي، وغواتيمالا، وغيانا، وفرنسا، وفنزويلا، وكندا، وكوبا، وكوراساو، وكوستاريكا، وكولومبيا، والمكسيك، ونيكاراغوا، وهايتي، وهندوراس، والولايات المتحدة.
الأخبار ذات الصلة بالموضوع
