أفريقيا: إنقاذ صبي في الثامنة من عمره بعد عام من اختطافه

٤ نوفمبر، ٢٠٢٢
التعاون عبر الإنتربول كان حاسما في تحديد مكان الطفل وإلقاء القبض على مختطفه

ليون (فرنسا) – في سياق قضية تبين المخاطر الكبيرة التي تواجه المهاجرين الذين يستعينون بمهربين، أنقذت أجهزة إنفاذ القانون صبيا في الثامنة من عمره بعد أن اختطفه مهاجرون آخرون واحتجزوه طلبا للفدية.

وكان الصبي ووالدته قد غادرا كوت ديفوار في مطلع عام 2021 على أمل الوصول إلى أوروبا. وسافرا إلى تونس حيث وعدهما أحد المهربين بمساعدتهما مع مجموعة من المهاجرين من غينيا على عبور البحر الأبيض المتوسط. لكن هذا المهرِّب استولى على أموالهم وتوارى عن الأنظار.

وفي تشرين الأول/أكتوبر 2021، واقتناعا منهم بتواطؤ أم الصبي (آنئذ في السابعة من العمر) مع المهرب لكونهما يحملان الجنسية نفسها، اختطف المهاجرون الآخرون الصبي وطالبوا بدفع000 3 دولار أمريكي مقابل إعادته سالما.

وبعدما أبلغت أم الصبي السلطات في كوت ديفوار بأن ابنها اختُطف، اتصل مكتب الإنتربول المركزي الوطني في أبيدجان بوحدة الإنتربول لمكافحة الاتجار بالبشر وتهريب المهاجرين طلبا للمساعدة.

وفي الأشهر التالية، استكشفت السلطات في أبيدجان، بالتعاون مع وحدة مكافحة الاتجار بالبشر وتهريب المهاجرين، قرائن تحقيق شتى لتحديد مكان المختطِفين. وطلبت أيضا إصدار نشرة إنتربول صفراء بشأن الصبي المفقود ونشرات زرقاء للحصول على معلومات إضافية عن الرجال المشتبه في قيامهم باختطافه.

وفي آب/أغسطس 2022، بفضل مساعدة المزودين بخدمات المراسلة، حصل تقدم في التحقيق عندما تمكّنت السلطات من إثبات وجود المشتبه فيهم في الجزائر، وإن لم تحدِّد مكانهم بالضبط. وأثارت هذه المعلومات تعاونا مكثفا بين المكاتب المركزية الوطنية في الجزائر وأبيدجان وتونس، ولا سيما وحدات مكافحة الجريمة السيبرية في كل منها.

وفي تشرين الأول/أكتوبر، أفاد المكتب المركزي الوطني في أبيدجان بأن الرسائل أصبحت أكثر تهديدا: فالمشتبه فيهم باتوا يهددون بإرسال لقطات فيديو تُظهر الصبي وهو يُعذَّب إذا لم يُدفع لهم المبلغ فورا.

وفي الشهر الماضي، خلال دورة الجمعية العامة للإنتربول في نيودلهي (الهند)، عُقد اجتماع تنسيق طارئ عن القضية مع المسؤولين الجزائريين من أجل استعراض آخر المعلومات الاستخبارية المتعلقة بمختطِفي الطفل.

وسرعان ما بدأت التحقيقات تؤتي ثمارها فتمكّنت السلطات الجزائرية من تحديد مكان الصبي واعتقلت أحد المشتبه فيهم في ضواحي مدينة الجزائر. وأكد فحص طبي أُجري للطفل أنه لم يتعرض لأيّ عنف جسدي مباشر أو اعتداء جنسي خلال هذه المحنة.

وفي الوقت نفسه، حددت الشرطة الغينية مكان المشتبه فيه الذي أرسل طلب الفدية إلى أم الصبي وألقت القبض عليه.

وقال السيد ستيفن كافانا، المدير التنفيذي للخدمات الشرطية في الإنتربول: ’’تبرز هذه القضية تنوع المخاطر التي يواجهها المهاجرون طيلة رحلتهم. فهم يكافحون من أجل البقاء ولا يمكنهم الوثوق بالمهربين الذين يتعاملون معهم‘‘.

واختتم السيد كفانا قائلا: ’’اليوم، عاد صبي إلى أمه بفضل جهود التحقيق التي بذلها المحققون والزملاء في تونس والجزائر وغينيا وكوت ديفوار. ومن دواعي سرور الإنتربول أن التعاون الشرطي الدولي أسفر عن نتيجة حاسمة في إطار هذه القضية ونشكر جميع الأشخاص المعنيين‘‘.

والمهاجرون الذين يدفعون للمهربين لعبور الحدود بشكل غير مشروع، علاوة على أنهم يرزحون تحت السيطرة التعسفية لمجموعات الجريمة المنظمة ويُعامَلون كمجرد سلعة، معرّضون بشكل خاص للاستغلال والاعتداء.

وأسفرت عمليات سابقة للإنتربول استهدفت تهريب المهاجرين عن إنقاذ مئات الأشخاص، منهم أطفال صغار عانوا من الاستغلال في العمل أو الاستغلال الجنسي، أو من ظروف نقل تعرضت فيها حياتهم للخطر، أو من الاعتداء البدني عليهم من قبل المهربين أو من سائر المهاجرين.

وفي حزيران/يونيو الماضي، أسفرت عملية Weka التي نسقها الإنتربول عن إنقاذ ما يناهز 700 من ضحايا الاتجار بالبشر واعتقال 300 شخص في 44 بلدا.

وتلقّت هذه القضية المشتركة الدعم من مشروع Flyway ومشروع مكافحة الاتجار بالبشر في غرب أفريقيا اللذين يهدفان إلى كشف وتفكيك الشبكات الإجرامية الضالعة في تهريب المهاجرين والاتجار بالبشر والجرائم ذات الصلة.

الأخبار ذات الصلة بالموضوع