ليون (فرنسا) - وجّهت الشرطة في سياق عملية عالمية نُفذت في 61 بلدا ضربة مالية لشبكات الاحتيال عبر الإنترنت بتجميد 6 745 حسابا مصرفيا ومصادرة أصول مجموعها 257 مليون دولار أمريكي وتقويض شبكات الجريمة المنظمة عبر الوطنية المعنية.
واستهدفت عملية First Light 2024 التصيد الاحتيالي، والاحتيال في مجال الاستثمار، ومواقع التسوق الإلكتروني المزيفة، والاحتيال الرومانسي، وانتحال الهوية، وأدت إلى اعتقال 3 950 مشتبها فيه وكشف 14 643 من المشتبه فيهم المحتملين في جميع القارات.
واعترضت أجهزة الشرطة مجتمعةً حوالي 135 مليون دولار أمريكي من العملة الورقية ومليوني دولار أمريكي من العملات المشفرة. والعملة الورقية، مثل الدولار الأمريكي أو اليورو أو الين الياباني، هي عملة رسمية تصدرها الحكومات وتنظمها.
وصودرت أصول أخرى تزيد قيمتها عن 120 مليون دولار أمريكي، شملت عقارات ومركبات فاخرة ومجوهرات باهظة الثمن والعديد من المقتنيات والمجموعات الأخرى العالية القيمة.
وباستخدام آلية الإنتربول العالمية لوقف المدفوعات بسرعة (I-GRIP) لمساعدتها على تعقّب واعتراض عائدات الجريمة غير المشروعة، سواء أكانت بالعملة الورقية أم بالعملات المشفرة، اعترضت الشرطة مبلغ 331 000 دولار أمريكي في عملية احتيال بإصدار أوامر زائفة لتحويل الأموال وقع ضحيتها شخص إسباني قام بتحويل أموال إلى هونغ كونغ (الصين).
وفي قضية أخرى مماثلة، تمكنت السلطات في أستراليا من استرداد 5,5 ملايين دولار أسترالي (3,7 ملايين دولار أمريكي) نيابة عن شخص انتُحلت هويته وحُوِّلت أمواله عن طريق الاحتيال إلى حسابات مصرفية في ماليزيا وهونغ كونغ (الصين).
وقال الدكتور إسحاق كيهيندي أوجينّي، مدير مركز الإنتربول لمكافحة الجريمة المالية والفساد (IFCACC):
’’نتائج عملية الشرطة العالمية هذه هي أكثر من مجرد أرقام: إنها رمز لحماية الأرواح ومنع الجرائم وصون الاقتصاد في العالم أجمع.
’’وإننا بمصادرة هذه المبالغ المالية الضخمة وتقويض الشبكات التي تقف وراءها لا نحمي مجتمعاتنا المحلية فحسب، بل نوجه أيضا ضربة قوية لمجموعات الجريمة المنظمة عبر الوطنية التي تشكل تهديدا خطيرا للأمن العالمي‘‘.
وباسم وزارة الأمن العام الصينية، قال السيد يونغ وانغ، رئيس مكتب الإنتربول المركزي الوطني في بيجين:
’’يواجه العالم اليوم تحديات جسام ناجمة عن الاحتيال في مجال الهندسة الاجتماعية، ومجموعات الجريمة المنظمة تنفذ عملياتها من جنوب شرق آسيا إلى الشرق الأوسط وأفريقيا، وتخلّف ضحايا لها في كل قارة.
’’وليس هناك من بلد محصن إزاء هذا الشكل من أشكال الجريمة، ومكافحته تقتضي تعاونا دوليا قويا جدا‘‘.
ومن أبرز إنجازات العملية تفكيك شبكة احتيال دولية متطورة في عاصمة ناميبيا. وفي هذه العملية، أُنقذ 88 شابا في العاصمة أُجبروا على القيام بعمليات احتيال. وصادرت السلطات 163 حاسوبا محمولا و350 هاتفا نقالا، وسُلمت البيانات التي كانت تحتويها إلى مقر الأمانة العامة للإنتربول لتحليلها.
وبالمثل، أحبط التنسيق بين مركز مكافحة الاحتيال التابع لشرطة سنغافورة ومركز تنسيق مكافحة الاحتيال التابع لشرطة هونغ كونغ (الصين) والمصارف المحلية محاولة احتيال في مجال الدعم التقني، الأمر الذي أنقذ شخصا يبلغ من العمر 70 عاما من خسارة مدخرات قدرها 380 000 دولار سنغافوري (281 200 دولار أمريكي).
وقوضت التحقيقات المشتركة بين السلطات البرازيلية والبرتغالية عدة شبكات احتيال ناشطة على الصعيد العالمي.
وأفضت مشاركة أربع هيئات شرطة إقليمية في عملية First Light إلى تعزيز هذه العملية: أفريبول، وآسيانابول، وجهاز الشرطة الخليجية، ويوروبول.
وعمليات First Light تمولها وزارة الأمن العام الصينية التي نظمت مؤخرا الاجتماع الختامي في تيانجين، حيث جمعت معا البلدان المشاركة في العملية لتحليل النتائج وتبادل المعلومات الاستخباراتية والتخطيط للعمليات المقبلة.
وقد بدأت عملية First Light 2024 في عام 2023 وبلغت ذروتها في مرحلتها التكتيكية النهائية في الفترة من آذار/مارس إلى أيار/مايو 2024.
وينسّق الإنتربول عمليات First Light منذ عام 2014 لتعزيز التعاون وتكثيف الجهود التي تبذلها البلدان الأعضاء في مكافحة الهندسة الاجتماعية والاحتيال في مجال الاتصالات.
