معلومات غير مسبوقة عن خطر استغلال الأطفال والاعتداء عليهم جنسيا على الإنترنت في كينيا

٢٧ أكتوبر، ٢٠٢١
خلال العام الماضي فقط، عُرضت على 7 في المائة من الأطفال الذين يستخدمون الإنترنت أموال أو هدايا لقاء صور أو أشرطة فيديو عنهم ذات طابع جنسي وعُمِّمت هذه الصور دون موافقتهم

يصدر اليوم التقرير Disrupting Harm in Kenya (الحماية من الأذى في كينيا) الذي أعدته الشبكة الدولية للقضاء على استغلال الأطفال في البغاء وفي إنتاج المواد الإباحية والاتجار بهم لأغراض جنسية (ECPAT)، والإنتربول، ومكتب إينوتشينتي للأبحاث التابع لليونيسف، بدعم من مبادرة Safe Onlince التابعة
لـ End Violence Partnership (الشراكة من أجل القضاء على العنف).
ويورد التقرير The disrupting Harm in Kenya أدلة وافية ومفصلة عن مخاطر الإنترنت على الأطفال، وكيفية ظهور هذه المخاطر، وارتباطها بأشكال العنف الأخرى، وعما يمكننا القيام به في سبيل الوقاية منها. ومعظم الأطفال الذين عانوا من بعض أشكال الاستغلال والاعتداء الجنسيين على الإنترنت (مثل الاستمالة لأغراض جنسية، أو الإكراه، أو الابتزاز من أجل إرسال صور جنسية، أو البث الحيّ، أو غير ذلك) تعرضوا بشكل شخصي أيضا لاعتداءات جسدية أو جنسية أو عاطفية.

وهذه الدراسة الرائدة، الأولى من أصل 13 تقريرا قُطريا ضمن سلسلة Disrupting Harm، توفر بيانات حصرية ووافية عن الاستغلال والاعتداء الجنسيين على الأطفال التي سهلتها/مكنت من ارتكابها التكنولوجيا الرقمية.

ومن أبرز النتائج التي خلُص إليها هذا التقرير ما يلي:

  • أفاد ما بين 5 و13 في المائة من الأطفال مستخدمي الإنترنت الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و17 عاما بأنهم تعرضوا للاستغلال والاعتداء الجنسيين على الإنترنت* خلال العام الماضي. ولكن يُعتقد بأن يكون الرقم الفعلي أعلى على الأرجح لأن الكثير من الأطفال لا يبلّغون عن هذه الحوادث.
  • ذكر أقل من 5 في المائة من الأطفال ضحايا الاستغلال والاعتداء الجنسيين على الإنترنت في العام المنصرم أنهم قاموا رسميا بإبلاغ الشرطة أو بالاتصال بخط المساعدة الوطنية.
  • خلال العام الماضي فقط، عُمِّمت صور جنسية لـ 7 في المائة من الأطفال دون موافقتهم. وتمثل هذه النسبة حوالي 350 000 طفل سنويا في كينيا.
  • قال 7 في المائة من الأطفال إنهم تلقوا أموالا أو هدايا لقاء صور أو أشرطة فيديو عنهم ذات طابع جنسي خلال العام الفائت.
  • خلال العام الماضي، خضع 4 في المائة من الأطفال للتهديد أو الابتزاز على الإنترنت لحثّهم على القيام بأنشطة جنسية. وتتعلق هذه التهديدات والطلبات بالصبيان والبنات على حد سواء وعن طريق وسائل التواصل الاجتماعي في أغلب الأحيان.
  • في كينيا، ليس من اختلاف ملحوظ بين الجنسين عندما يتعلق الأمر بالاستغلال والاعتداء الجنسيين على الإنترنت، فالصبيان والبنات عرضة لهذه الجريمة.
  • في معظم الأحيان، يعرف الأطفال المعتدين عليهم من قبل.

ويضع التقرير المذكور في متناول الحكومات والمشرّعين والقطاع الخاص وسائر الجهات الفاعلة في كينيا توصيات يمكن التحرك على أساسها من أجل تعزيز القدرة على منع هذه الجريمة ومكافحتها على الصعيد الوطني. ويُظهر أن بعض أشكال الاستغلال أو الاعتداء الجنسيين على الأطفال بلا تُعتبَر جنحا جنائية بموجب القانون الكيني. ولا يُبلّغ عن معظم هذه الحوادث لأسباب أبرزها المخاوف من وصم الضحايا. وإذا أطلع الأطفال أحدا ما على معاناتهم، فغالبا ما يكون هذا الشخص مصدر ثقة أو معروفا من قبلهم. وهذا أمر شائع لأن العنف ضد الأطفال يظل دون إبلاغ في معظم البلدان.

وأظهرت الدراسة أيضا أن لدى الحكومة في كينيا برامج راسخة لمكافحة الاستغلال والاعتداء الجنسيين على الأطفال على الإنترنت وتقديم الدعم للناجين منهم. وستطلق الحكومة الكينية خلال الأشهر المقبلة خطتها الوطنية الجديدة لمكافحة هذه الجريمة، ما يشير إلى إرادة والتزام سياسيين راسخين للتصدي لهما.

وفي الختام، يقدم تقرير Disrupting Harm in Kenya اقتراحات عملية للشركاء على الصعيد الوطني والقطاع الخاص وحكومة كينيا تشمل ما يلي:

  • تعزيز وتنويع الآليات التي تساعد الأطفال على الإفصاح عن شواغلهم والإبلاغ بالحوادث التي يتعرضون لها والسعي إلى طلب المساعدة والمشورة، ولا سيما باستخدام نُهُج إلكترونية بسيطة وسهلة الاستخدام من قبلهم. والحرص على ألا تؤدي إجراءات مكافحة هذه الجريمة إلى الإلقاء باللائمة عليهم.
  • إحاطة عامة الناس علما بموضوع الاستغلال والاعتداء الجنسيين على الأطفال، وبالأخص دور التكنولوجيا، من خلال برامج فعالة تُعمَّم على نطاق واسع.
  • تدريب مقدمي الرعاية على كيفية التحدث مع الأطفال عن حياتهم (الافتراضية والواقعية) وعلى النظر بعين الناقد إلى المحظورات التي تمنع الأطفال والبالغين من الحديث عن الجنس أو من طلب المساعدة.
  • اعتماد تشريعات وسياسات تلزم مواقع التواصل الاجتماعي وسائر خدمات الإنترنت بالإسهام بشكل فاعل في سلامة الأطفال على المنصات التي تشغّلها من خلال حفظ البيانات وإلغاء الوصول إلى مواد الاعتداء الجنسي على الأطفال وكشف الحوادث والإبلاغ بها والاستجابة على جناح السرعة لطلبات الحصول على المعلومات التي تحيلها أجهزة إنفاذ القانون.
  • توفير دعم مالي عمومي لخط الاتصال الوطني المخصص لمساعدة الأطفال في كينيا Childline Kenya حرصا على إدامته وتحسين قدرته على توفير الدعم النفسي للأطفال، بما في ذلك في المسائل المتصلة بالاستغلال والاعتداء الجنسيين.
  • تزويد جميع الأطفال الذي يبلغون عن تعرضهم للاستغلال والاعتداء الجنسيين وكذلك مقدمي الرعاية بخدمات نوعية تشتمل على حزمة معلومات موحدة عن حقوقهم ولا سيما في الحصول على تعويض، وعلى الإجراءات التي يتعين اتباعها.

وقال Howard Taylor، مدير الشراكة العالمية End Violence against Children: ’’أرى بوادر مشجعة في قيام حكومة كينيا بإعداد خطة عمل وطنية لمكافحة الاعتداء الجنسي على الأطفال. ومن هذا المنطلق، يسرّني صدور أول تقرير قُطري اليوم بعنوان Disrupting Harm in Kenya. فهذا التقرير يوفر أدلة وبيانات جديدة تهدف إلى تحديد التدابير الكفيلة بجعل الإنترنت بيئة آمنة لأطفال هذا البلد، ولا سيما حمايتهم من الاعتداء والاستغلال الجنسيين على الإنترنت.

’’وسيوظِّف صندوق End Violence مبلغ 15 مليون دولار أمريكي لدعم تطبيق نتائج التقارير القُطرية Disrupting Harm في جنوب وشرق آسيا وشرق أفريقيا والجنوب الأفريقي، بما في ذلك كينيا‘‘.

وفي عام 2019، وفي إطار مبادرة Safe Online، استثمرت شراكة End Violence في إعداد تقرير Disrupting Harm، وهو مشروع بحوث ابتكاري شامل قامت به شبكة ECPAT والإنتربول ومكتب إينوتشينتي للأبحاث التابع لليونيسف. ويستفيد هذا المشروع من الخبرة المحددة لهذه المنظمات العالمية الثلاث ولشركائها المحليين.

وهذا هو أول تقرير في سلسلة 13 تقريرا قُطريا وتقريرين إقليميين من المقرر أن تصدر قريبا. وثمة دراسات مماثلة أُجريت في 12 بلدا في شرق أفريقيا والجنوب الأفريقي وجنوب شرق آسيا، ما يتيح إجراء مقارنات بين البلدان.

-----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

(*) تعريف الاستغلال والاعتداء الجنسيين على الأطفال على الإنترنت: تشير هذه الجريمة (مختصرها بالإنكليزية OCSEA) إلى حالات تُستخدَم فيها التكنولوجيا الرقمية والإنترنت والاتصالات في مرحلة ما من استمرارية الاعتداءات أو الاستغلال. ويمكن ارتكابهما على الإنترنت حصريا أو في الوقت نفسه على الإنترنت وفي العالم الواقعي بين الجناة والأطفال.