لواندا (أنغولا) - يشارك ممثلون عن الشرطة من جميع أنحاء أفريقيا في مؤتمر الإنتربول الإقليمي الأفريقي الـ 26 لمواجهة تفاقم الجريمة المنظمة عبر الوطنية والإرهاب وبحث الردود الإقليمية والعالمية الكفيلة بتعزيز أمن المجتمعات المحلية والبلدان.
والمؤتمر الذي يُعقَد في السنة التي تحتفل فيها المنظمة بمئويتها يجمع أكثر من 160 من كبار قادة الشرطة من 36 بلدا في أفريقيا والعالم.
وقال المفوض العام للشرطة الوطنية في أنغولا السيد أرنالدو مانويل كارلوس: ’’تتيح هذه الاجتماعات فرصة تعزيز العلاقات وتكثيف التعاون، والنهوض بجهود إنفاذ القانون في نهاية المطاف. وينبغي لكل بلد عضو أن يستخدم موارد الإنتربول ومنصة الاتصالات الشرطية لديه إلى أقصى حد‘‘.
وخلال ثلاثة أيام (5 - 3 تشرين الأول/أكتوبر)، سيناقش المندوبون توثيق التعاون الشرطي الدولي في أفريقيا وبشكل خاص مواصلة التنسيق مع منظمات الشرطة الإقليمية مثل أفريبول.
وقال رئيس الإنتربول السيد أحمد ناصر الريسي: ’’يجمع هذا المؤتمر معا بلدان الإنتربول الأعضاء في منطقة بالغة الأهمية. وفي عالم لا تقف في وجه المجرمين فيه أيّ حدود، ترمي مناقشاتنا إلى تعزيز سلامة السكان الأفارقة وقارة أفريقيا بأسرها‘‘.
وفي كلمته الافتتاحية، دق الأمين العام للإنتربول السيد يورغن شتوك ناقوس الخطر بشأن الأزمات المتزامنة - من الاضطرابات الجيوسياسية إلى تغير المناخ وتعطيل سلاسل الإمداد - مشيرا إلى كيفية استغلال المجرمين لتعدد الأزمات هذا.
وقال الأمين العام شتوك: ’’وفي الوقت نفسه، تواصل الجريمة المنظمة عبر الوطنية التخطيط وتحديد أهدافها وضربها، ويزداد طابعها العالمي‘‘.
جرائم لا تعرف الحدود
وتُبيّن العمليات التي نسّقها الإنتربول مؤخرا حجم الخطر الذي تشكله مجموعات الجريمة المنظمة في أفريقيا. وفي العام الماضي، أدى التعاون بين الإنتربول وأجهزة إنفاذ القانون الأفريقية إلى اعتقال أكثر من 2 400 شخص، ومصادرة أو اعتراض ما يزيد على 126 مليون يورو من التدفقات المالية غير المشروعة.
ومجموعات الجريمة المنظمة، التي يحفزها إلى حد بعيد الاتجار بالمخدرات والجريمة التي يسهّل الإنترنت ارتكابها، تستغل الموارد الطبيعية للقارة والفئات السكانية الهشة فتجني أموالا طائلة من الاتجار بالبشر وتهريب المهاجرين.
ويتمثل محور الاهتمام الأساسي للمؤتمر في التحدي الذي تطرحه تهديدات لا تعرف الحدود على ما يبدو مثل الجريمة السيبرية والجرائم التي يسهّل الإنترنت ارتكابها، التي تفاقمت بشكل كبير منذ جائحة كوفيد-19، ما أدى إلى إلحاق أضرار كبيرة بالشركات والبنى التحتية ومستخدمي الإنترنت في العالم.
وأسفرت عمليتان نفذهما الإنتربول مؤخرا استهدفتا عصابة Black Axe وسائر مجموعات الجريمة المنظمة في غرب أفريقيا عن مصادرة أو تجميد أكثر من 3 ملايين يورو من العائدات غير المشروعة، وإغلاق أكثر من 200 حساب مصرفي.
وتتحمل عصابة Black Axe ومجموعات مماثلة لها المسؤولية عن غالبية جرائم الاحتيال المالي عبر الإنترنت في العالم بالإضافة إلى العديد من الجرائم الخطيرة الأخرى.
كما سيشكل الإرهاب بأشكاله الجديدة والمستمرة في أفريقيا موضوعا للمناقشة. ففي نيسان/أبريل الماضي، أدت جهود الإنتربول مع أوغندا وتنزانيا cالديمقراطية والصومال وكينيا إلى اعتقال 14 شخصا يُشتبه في كونهم إرهابيين.
دعم الخطوط الأمامية في أفريقيا
يقع في صُلب الجهود الرامية إلى مواجهة التهديدات الإجرامية في أفريقيا تعزيزُ مشاطرة المعلومات، وهي العصب الحيوي للتعاون الشرطي الدولي. واستخدام البلدان الأفريقية الأعضاء لقواعد بيانات الإنتربول متأخر تقليديا عن نظرائه في مناطق أخرى في العالم، رغم إحراز تقدم كبير في هذا الصدد.
ففي السنة الماضية وحدها، ارتفعت البيانات الشرطية التي تقاسمتها الشرطة الأفريقية بنسبة 7 في المائة وازداد استخدام قواعد بيانات الإنتربول بنسبة 26 في المائة.
ونجح توسيع نطاق شبكة الإنتربول للاتصالات الشرطية المأمونة I-24/7 بما يتعدى المكاتب المركزية الوطنية في 47 بلدا عضوا أفريقياً.
وقال الأمين العام شتوك: ’’إننا نعمل في بيئة مشتركة من التهديدات، ويجب أن يكون التعاون فيما بين المناطق سلسا بقدر ما هو عالمي‘‘.
واختتم قائلا: ’’إن الإنتربول، في سنة مئويته، عاقد العزم أكثر من أيّ وقت مضى على دعم الخطوط الأمامية في أفريقيا والنهوض بإمكاناتها‘‘.