من قلب الحدث: الشرطة الفرنسية تداهم عصابات أوروبية آسيوية

٢٦ أغسطس، ٢٠٢١
قدمت أفرقة تحرك إزاء الأحداث تابعة للإنتربول الدعم لأجهزة إنفاذ القانون الفرنسية في إطار عمليات أسفرت عن اعتقال 37 شخصا وضبط أكثر من 380000 يورو من الأموال غير المشروعة

في نيسان/أبريل 2019، عُقد في سالزبورغ (النمسا) اجتماع بين الإنتربول والمكتب المركزي لمكافحة المجموعات الإجرامية المتنقلة التابع لجهاز الدرك الفرنسي (OCLDI). وتناول الاجتماع التعاون الميداني الكامل في قضايا تتصل بالأخوية الإجرامية الأوروبية الآسيوية المعروفة باسم Thieves in Law (لصوص ضمن القانون).

وغالبا ما يكون هؤلاء اللصوص على رأس هرم الجريمة ويبسطون نفوذهم وسيطرتهم على المجموعات التي تمارس الاتجار بالمخدرات والابتزاز والقتل المأجور وغسل الأموال. ويأتي أفراد هذه العصابات المنظمة، الناطقون بالروسية، من بلدان مختلفة ولا سيما أرمينيا وأوكرانيا وجورجيا وروسيا.

وعلى غرار العصابات الأخرى من نوع المافيا، يلوث هؤلاء اللصوص النُظم الاقتصادية في العالم من خلال استثمار عائدات أنشطتهم الإجرامية في أصول مالية وأعمال تجارية مشروعة ويوسّعون بذلك رقعة نفوذهم في قطاع معين. ويسهمون في صندوق إجرامي مشترك يُدعى ’’Obshak‘‘ يحتوى على أموال طائلة ويديره الأعضاء الأكثر نفوذا والأرفع رتبة ويوظفون هذه الأموال في أسهم وعقارات وشركات.

300 000 يورو نقدا

يهدف مشروع Millennium الذي ينفذه الإنتربول إلى تزويد أجهزة إنفاذ القانون العالمية بما تحتاج إليه من معلومات استخباراتية ودعم لمكافحة الجريمة المنظمة الأوروبية الآسيوية.

وفي بداية عام 2021، بدأ الفريق المعني بالمشروع التعاون بشكل وثيق مع المكتب المركزي OCLDI في إطار عملية استهدفت مجموعة ’’لصوص ضمن القانون‘‘، عن طريق تبادل المعلومات والخبرات. وتُوِّج هذا التعاون بتنفيذ مداهمات متزامنة ليوم واحد في باريس وليون ونانسي في نيسان/أبريل الماضي. واعتقلت أجهزة إنفاذ القانون خلالها 25 مشتبها فيه، منهم أحد أبرز المطلوبين في إطار مشروع Millennium.

وأتاحت العملية للشرطة أيضا ضبط مركبات فاخرة ومبلغ مالي يزيد على 300 000 يورو وأرصدة مودعة حسابات مصرفية مختلفة ووثائق تتضمن تفاصيل عن الصندوق الإجرامي الروسي ’’Obshak‘‘. وعثرت الشرطة في إحدى الشقق التي جرت مداهمتها على غرض عائد لهذه العصابة يحمل شعارات إجرامية والرسالة التالية ’’For the Thieve-May God bless you‘‘ (من أجل اللصوص – ليبارككم الرب).

وقدم الإنتربول دعما ميدانيا خلال العملية عبر فريق لدعم التحقيقات، وهو بنية تتيح للأمانة العامة إيفاد موظفين متخصصين بناء على طلب أحد البلدان الأعضاء.

اعتقال اثنين من زعماء العصابة

بُعَيد العملية التي نُفذت في نيسان/أبريل، طلبت السلطات الفرنسية من الإنتربول إيفاد فريق للتحرك إزاء الأحداث خلال عملية أخرى نفذتها ضد عصابات جورجية وأرمنية – هذه المرة في منطقة شمال شرق فرنسا
(Grand Est).

وكانت الشرطة الفرنسية قد فككت في عام 2019 عصابة جورجية محكمة التنظيم مسؤولة عن ارتكاب أكثر من 200 عملية سطو. وخلال التحقيقات ذات الصلة، أشارت جميع الأدلة إلى عصابة Vory-v-Zakone، وهي تنظيم على شاكلة عصابة ’’ اللصوص ضمن القانون‘‘ يرأسه زعيم يقيم في ستراسبورغ. وجمع المحققون الفرنسيون على مدى عامين معلومات عن بنية هذا التنظيم وأنشطته اللتين طرأت عليهما تغييرات بسبب الجائحة.

وفي 21 حزيران/يونيو 2021، أطلق أكثر من 100 من أفراد الشرطة الفرنسية يدعمهم فريق التحرك إزاء الأحداث في إطار مشروع الإنتربول Millennium سلسلة من المداهمات المنسقة في ستراسبورغ ونانسي. واعتُقل زعيما عصابتين مختلفتين تابعتين ’’للصوص ضمن القانون‘‘ – أحدهما من جورجيا والآخر من أرمينيا – بالإضافة إلى 10 أفراد آخرين.

وصادرت الشرطة خلال المداهمات مركبات، ومسدسات، وأكداسا من السجائر غير المشروعة، ومشروبات روحية، وعطورات ومبلغ مالي يزيد على 17 000 يورو. وصدرت مذكرات اعتقال بشأن عدد من الأفراد الفارّين.

أسفرت مداهمات في باريس وليون ونانسي عن ضبط مبلغ نقدي قدره 300000 يورو وأرصدة مودعة في حسابات مصرفية مختلفة.
صادرت الشرطة في المداهمات مركبات ومسدسات وأكداسا من السجائر غير المشروعة ومشروبات كحولية وعطورات.
تلوّث عصابة ’’اللصوص ضمن القانون‘‘ النُظم الاقتصادية في العالم من خلال استثمار عائدات أنشطتها الإجرامية في أصول مالية وأعمال تجارية مشروعة.
/

وقال Guillaume Bourez، رئيس مجموعة التحقيقات الدولية في OCLDI: ’’يضفي التعاون بين الدرك الفرنسي والإنتربول بعدا إضافيا هاما على القضايا الجنائية المتصلة بعصابة ’اللصوص ضمن القانون‘‘‘.

وقال السيد خوسيه دي غارسيا، المدير المساعد لإدارة الإنتربول الفرعية لمكافحة الشبكات الإجرامية: ’’تعمل مجموعات الجريمة المنظمة من قبيل ’’اللصوص ضمن القانون‘‘ عبر الحدود الوطنية، ما يدل على أن أيّ إجراءات شرطية فعالة يجب أن تكون ذات بعد دولي أيضا. وبفضل مشروع Millennium، يقف الإنتربول على أهبة الاستعداد لوضع خبرته ودعمه بتصرف جميع البلدان الأعضاء التي تبذل قصارى جهدها لتفكيك الشبكة الإجرامية للجريمة المنظمة الأوروبية الآسيوية، وإتاحة إمكان الوصول بشكل آني إلى ملفاته الجنائية وقواعد بياناته العالمية المتخصصة‘‘.

ومنذ عام 2015، شارك الفريق المعني بمشروع Millennium مشاركة فعالة في 13 عملية للشرطة على الصعيد الوطني لمواجهة جماعات الجريمة المنظمة الأوروبية الآسيوية في بلدان مثل إسبانيا وإيطاليا والبرتغال وفرنسا.

البلدان المشاركة

انظر أيضا