سنغافورة – سلّمت سلطات سنغافورة رسميا مبنى مجمّع الإنتربول العالمي للابتكار إلى الأمين العام للمنظمة العالمية للشرطة.
وفي احتفال أُقيم في المجمّع العالمي، قدّم الوزير الثاني س. إسواران، نيابة عن حكومة سنغافورة، مفاتيح المبنى رسميا إلى الأمين العام للإنتربول رونالد ك. نوبل.
وقال السيد إسواران: ’’إن قرار إنشاء مجمّع الإنتربول العالمي للابتكار هو خير دليل على الدور القيادي للإنتربول، واعترافه بأن طبيعة الجريمة تتغير بسرعة. ولقد أضحت الجريمة، تدفعها إلى ذلك العولمة والتطورات التقنية، ذات طابع عبر وطني، بل عالمي، وباتت أكثر تشعبا وتعقيدا وأصبحت تبعاتها أوسع انتشارا‘‘.
وسيضع هذا المجمّع المتطور للغاية بتصرف أجهزة الشرطة في العالم الأدوات والمعارف اللازمة لتعزيز سبل مواجهة التهديدات الإجرامية في القرن الحادي والعشرين، وسيوفر أكثر الإمكانات تقدما على صعيدي البحث والإنماء للكشف عن الجرائم والمجرمين، ووضع البرامج التدريبية المبتكرة، وتقديم الدعم الميداني، وإقامة الشراكات.
وقال الأمين العام نوبل: ’’يشكل هذا اليوم منعطفا بارزا في تاريخ إنفاذ القانون الدولي. ويندرج في إطار الجهود المشتركة لأجهزة الشرطة على صعيد التعاون الدولي لجعل عالمنا أكثر أمانا‘‘.
وأضاف قائلا: ’’يتدرب أفراد الشرطة عادة على حماية المدنيين الأبرياء من الأذى، الفعلي والملموس. ولكن التقاطع المتزايد للعاملين الواقعي والافتراضي يغيّر هذه المعادلة، وبفضل المجمّع العالمي، أضحى لدى الإنتربول اليوم مركز مخصص للتصدي للجريمة السيبرية يتيح له تعزيز حماية المواطنين عبر الإنترنت وخارجه.‘‘
واختتم السيد نوبل بقوله: ’’لم يكن إنشاء مجمّع الإنتربول العالمي للابتكار ليتحقق لولا الدعم الهائل الذي وفرته سلطات سنغافورة. وإني، بالنيابة عن جميع البلدان الأعضاء الـ 190، أتسلّم مفاتيح هذا المبنى بكل فخر واعتزاز وبشعور بالغ بالمسؤولية.‘‘
وفي إطار الأمن الرقمي الذي يشكّل إحدى ركائز المجمّع العالمي، سيقام في هذا المجمّع مختبر للأدلة الجنائية يساعد أيضا على إيجاد حلول عملية بالتعاون مع أجهزة الشرطة ومختبرات البحوث والأوساط الأكاديمية والقطاعين العام والخاص.
وسيجمع المركز العالمي المتعدد الاختصاصات لمكافحة الجريمة السيبرية خبراء من أجهزة إنفاذ القانون والشركات والأوساط الأكاديمية للعمل بنشاط على تبيان واستغلال بيانات الاستخبار المتعلقة بالتهديدات الناشئة ومجموعات الجريمة السيبرية. وإن هذا المركز العالمي، الذي يشكّل في الواقع الشريان الحيوي للإنتربول لشؤون الاستخبارات وتنسيق العمليات في ما يتعلق بالتهديدات السيبرية، سيسهل تبادل المعلومات بين أجهزة الشرطة ويوفر بشكل مأمون معلومات استخبار يمكن الاستناد إليها لاتخاذ إجراءات بشأن التهديدات التي جرى تبيانها في الفضاء السيبري.
وستعزز غرفة العمليات في المجمّع، التابعة لمركز العمليات والتنسيق، غرفتي العمليات الموجودتين في مقرّ الأمانة العامة للإنتربول في ليون وفي المكتب الإقليمي للمنظمة في بوينس آيرس (الأرجنتين).
وحصل مبنى المجمّع العالمي، الذي يمتثل لأعلى المعايير البيئية، على شهادة Green Mark Platinum Award.