الإنتربول يستهدف مجموعات إجرامية في أوسع عملية ينفذها لمكافحة الاتجار غير المشروع بالعاج

١٩ يونيو، ٢٠١٢

ليون (فرنسا) - أُوقف أكثر من 200 شخص وضُبط ما يناهز الطنّين من عاج الفيلة المهرّب في أوسع عملية نفذتها المنظمة حتى الآن في عدة بلدان واستهدفت المنظمات الإجرامية التي تقف وراء الاتجار غير المشروع به.

وأسفرت أيضا عملية وورذي، التي دامت ثلاثة أشهر وشارك فيها 14 بلدا من أفريقيا الشرقية والجنوبية والغربية، عن ضبط أكثر من 20 كيلوغراما من قرون وحيد القرن بالإضافة إلى جلود حيوانات مثل الأسد والفهد والنمر والتمساح وأفعى البايثون، وطيور استوائية حيّة، وسلاحف وغيرها من الأصناف المحمية التي كانت معدة للاتجار غير المشروع في جميع أنحاء العالم. وضبط موظفو أجهزة إنفاذ القانون أيضا أسلحة نارية من طراز AK-47 وG3 وM16.

وشارك في هذه العملية أكثر من 320 موظفا ينتمون إلى مجموعة من الأجهزة من بينها الشرطة والجمارك وهيئات حماية البيئة والخدمات البيطرية وأمن المطار ووزارات السياحة وسلطات الادعاء العام الوطنية. وأُجري في إطارها مداهمات في الأسواق والمرافئ والمتاجر والمعابر الحدودية وعند حواجز التفتيش على الطرقات.

وقال ديفيد هيغينز، مدير برنامج الإنتربول لمكافحة الجريمة البيئية: ’’إنها أوسع عملية ينسقها الإنتربول على الإطلاق لمكافحة الاتجار غير المشروع بالعاج لا من حيث الكمية المصادَرة وعدد الأشخاص الموقوفين فحسب، بل أيضا من حيث استهداف المنظمات الإجرامية التي تجني ملايين الدولارات من قتل الأحياء البرية وتدمير مواطنها الطبيعية فضلا عن الجرائم ذات الصلة كالقتل والفساد وغسل الأموال.‘‘

وختم السيد هيغينز قائلا: ’’إن معلومات الاستخبار التي جُمعت أثناء عملية وورذي ستتيح لنا كشف الصلات بين الصيادين المخالفين والشبكات العالمية التي تخطط لارتكاب هذه الجرائم وتسهّل ارتكابها. وبفضل تبيان مسالك الاتجار الدولية وتوقيف كبار المتورطين في التهريب ووضع حد لهذه الجريمة في بلدان المصدر والعبور والوجهة، إنما نسهم إسهاما فعليا في المحافظة على البيئة والتنوع الأحيائي في العالم.‘‘

وتمهيدا للعملية المذكورة، استضافت بوتسوانا برنامجا تدريبيا أعده وقدّمه فرع إنفاذ القانون التابع للوكالة الكندية للبيئة برعاية الصندوق الدولي للرفق بالحيوان وضم موظفين من البلدان المشاركة لإطلاعهم على آخر التقنيات المستخدمة في مجالي البحث والمصادرة ولتمكينهم من تبادل المعلومات والخبرات بشكل مباشر.

وقال السيد كلفن آلي، مدير برنامج مكافحة الجريمة الماسة بالأحياء البرية التابع للصندوق الدولي للرفق بالحيوان: ’’إن آلاف الفيلة تُذبح سنويا للاتجار بعاجها، والوضع يزداد سوءا باطراد. وكان عام 2011 أسوأ الأعوام التي سُجِّل فيها هذا النوع من الجرائم حيث ضُبط أكثر من 23 طنا من العاج. وتعاني هذه الحيوانات معاناة رهيبة عندما تُقتل أو تُجرح بوحشية لكي تُسلخ جلودها أو تُقتلع أنيابها أو تُنتف أرياشها أو تُبتر أعضاؤها بهدف الاتجار بها‘‘.

وتمثل أحد العناصر الأساسية لعملية وورذي في إقامة تعاون بين الأجهزة على الصعيد الوطني عبر أفرقة العمل الوطنية المعنية بالأمن البيئي التي تضم ممثلين عن أجهزة الشرطة والجمارك وهيئات حماية البيئة والإدارات الضريبية وشركات النقل والوكالات الصحية والمدعين العامين والمكاتب المركزية الوطنية للإنتربول.

وتضمن أفرقة العمل الوطنية المعنية بالأمن البيئي تصدي أجهزة إنفاذ القانون للشبكات الإجرامية المتطورة والمنظمة، بشكل مبتكر ومنسق على الصعيد الوطني، وتتعاون من خلال المكاتب المركزية الوطنية للإنتربول مع نظراء لها على الصعيدين الإقليمي والدولي لمكافحة الجريمة البيئية التي يزداد انتشارها على الصعيد العالمي.

وعملية وورذي جزء من مشروع ويزدوم للإنتربول، وهو مبادرة لمكافحة تهريب عاج الفيلة وقرون وحيد القرن تمولها وزارة البيئة والأغذية والشؤون الريفية في المملكة المتحدة والصندوق الدولي للرفق بالحيوان.

وشاركت البلدان التالية في عملية وورذي: إثيوبيا، وبوتسوانا، وجنوب أفريقيا، ورواندا، وزامبيا، وزمبابوي، وسوازيلند، وغانا، وغينيا كوناكري، وكينيا، وليبريا، وموزامبيق، وناميبيا، ونيجيريا.