ضُبطت مئات الأطنان من الأغذية والمشروبات المقلدة التي لا تستوفي المعايير المطلوبة، ولا سيما الشمبانيا والأجبان وزيت الزيتون والقهوة، في عملية نسقها الإنتربول واليوروبول ونُفذت في 10 بلدان، وأدت بالفعل إلى تفكيك العصابات الإجرامية المنظمة الضالعة في هذه الأنشطة التي تشكل مصدر كسب مادي وفير وقليل المخاطر، وتقوّض الشركات التجارية المشروعة، وتهدد سلامة المستهلكين.
وقد أفضت عملية أوبسون (28 تشرين الثاني/نوفمبر – 4 كانون الأول/ديسمبر) إلى ضبط أكثر من 13 000 زجاجة من زيت الزيتون المتدني الجودة، و30 طنا من صلصة البندورة المقلدة، وحوالى 77 طنا من الأجبان المقلدة، وأكثر من 12 000 زجاجة نبيذ متدني الجودة بقيمة 300 000 يورو، وخمسة أطنان من الأسماك والمأكولات البحرية التي لا تستوفي المعايير المطلوبة، وما يقارب 30 000 قطعة من السكاكر المقلدة. ويجري أيضا التحقيق حاليا في عمليات بيع الكافيار المقلد المتدني الجودة على الإنترنت.
وشاركت قوات الشرطة والجمارك والهيئات الوطنية لتنظيم الأغذية، فضلا عن شركاء من القطاع الخاص، في هذه العملية التي دامت أسبوعا ونفذت خلالها حملات تدقيق في المطارات والموانئ والمتاجر و’أسواق البراغيث‘ في أنحاء البلدان العشرة المشاركة.
والمستهلكون الذين يشترون هذه المنتجات، بعلم أو بغير علم، يعرضون صحتهم للخطر، لأن هذه الأغذية والمشروبات المقلدة لا تخضع لمراقبة الجودة، وتُنقل أو تُحفظ دون مراعاة ضرورة الالتزام بمعايير النظافة.
وقال السيد سيمون دي ميو، ضابط الاستخبار الجنائي في برنامج الإنتربول لمكافحة الجرائم الماسة بحقوق الملكية الفكرية، ومنسق عملية أوبسون: ’’يتمثل أحد الأهداف الرئيسية لهذه العملية في حماية عامة الناس من الخطر الذي قد تنطوي عليه الأغذية والمشروبات المقلدة المتدنية الجودة التي تشكل تهديدا لا يعيه الناس في معظمهم‘‘.
وأضاف قائلا: ’’سيقتنص المجرمون أدنى فرصة تتاح لهم في هذا المجال، وهذا النوع من العمليات يشكل دليلا على عزم أجهزة إنفاذ القانون والقطاع الخاص على وضع حد لهذا النوع من الأنشطة الإجرامية‘‘.
وقد ساعد اليوروبول في التخطيط لهذه العملية طوال الأشهر الستة المنصرمة، وقدّم دعما ميدانيا تمثّل في إيفاد أفرقة إلى كل من ميناء روتردام لمساعدة الجمارك الهولندية، ومقر الأمانة العامة للإنتربول في ليون.
وقال السيد كريس فانستينكيست، وهو مدير مشروع ضمن الفريق المعني بمكافحة الجرائم الماسة بالملكية الفكرية في اليوروبول: ’’إن الكمية الكبيرة من الأغذية المقلدة والمتدنية الجودة التي جرى ضبطها تثير القلق وتبرز الحاجة إلى توثيق عرى التعاون بين أجهزة إنفاذ القانون للتصدي للمجرمين الناشطين في هذا المجال الإجرامي. وسنعمد الآن إلى مساعدة شركائنا في التعاون في التحقيقات التي يجرونها‘‘.
ولعملية أوبسون (وهي عبارة تحمل معنى الغذاء في اللغة الإغريقية القديمة) ثلاثة أهداف رئيسية، هي:
- التوعية بمخاطر الأغذية المقلدة والمتدنية الجودة؛
- إقامة شراكات مع القطاع الخاص لمكافحة هذا النوع من الجرائم بشكل متماسك؛
- حماية المستهلكين عبر ضبط الأغذية التي لا تستوفي المعايير المطلوبة وإتلافها، وتحديد هوية المجرمين الضالعين في هذه الشبكات الإجرامية.
ولا تزال التحقيقات جارية في هذا المجال. وسيتم الإعلان عن النتائج النهائية لعملية أوبسون عند الانتهاء من هذه التحقيقات.
والبلدان التي شاركت في هذه العملية هي إسبانيا، وإيطاليا، وبلغاريا، وتركيا، والدانمارك، ورومانيا، وفرنسا، والمملكة المتحدة، وهنغاريا، وهولندا. وشاركت جمهورية الكونغو الديمقراطية في العملية أيضا بصفة مراقب، على أمل تنفيذ عملية رائدة في هذا المجال في أفريقيا خلال العام المقبل.