الجريمة الماسة بالأحياء البرية

المسائل

للنباتات والحيوانات أهمية فائقة في صون صحة كوكبنا، ويقوم التوازن الدقيق في نُظمنا الإيكولوجية على التنوع البيولوجي، هذا التنوع الذي يحدق به خطير كبير متمثل بالجرائم الماسة بالأحياء البرية. فمن صيد الأفيال طمعاً بالعاج إلى تهريب أنواع النباتات المهددة بالانقراض، غالباً ما تتخطى الجرائم الماسة بالأحياء البرية حدود دول كثيرة، ولهذا من الضرورة بمكان اعتماد نهج دولي.

تبلغ قيمة التجارة الدولية بالأحياء البرية نحو 20 مليار دولار سنوياً (المصدر: UNEP-INTERPOL Report: The Rise of Environmental Crime التقرير الصادر عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة والإنتربول: تنامي الجريمة البيئية). والنباتات والحيوانات البرية معرضة للاستغلال من قبل المجرمين على طول سلسة الإمداد، بدءاً بالصيد غير المشروع والنقل، ووصولاً إلى المعالجة والبيع. وغالباً ما ترتبط الأنشطة غير المشروعة الأخرى بالجرائم الماسة بالأحياء البرية، ومنها مثلاً غسل الأموال والفساد وتقليد الوثائق.

استجابتنا

يساعد فريق الإنتربول المعني بإنفاذ القوانين المتصلة بالأحياء البرية في تقويض وتفكيك الشبكات الإجرامية المنظمة عبر الوطنية، الضالعة في التجارة بالأحياء البرية. كما أننا نساعد البلدان الأعضاء لدينا على إنفاذ القوانين والمعاهدات الوطنية والدولية إنفاذاً فعالاً.

نعمل مع كامل القطاع المعني بالأحياء البرية وعلى طول سلسة التوريد ذات الصلة لتحديد الأساليب الإجرامية التي يتبعها مرتكبو الجرائم الماسة بالأحياء البرية، ونتولى إصدار نشرات الإنتربول لتنبيه الدول الأعضاء لدينا. وقد سبق أن نسقنا عمليات عديدة تُوجت بسوق مرتكبي الجرائم الماسة بالأحياء البرية إلى العدالة، وأفضت إلى تفكيك الشبكات الضالعة في هذه الجريمة وإلى ضبط أطنان من المنتجات غير المشروعة.

المشاريع والعمليات

مشروع PREDATOR

يعمل هذا المشروع منذ إطلاقه في عام 2010 على تعزيز قدرة أجهزة إنفاذ القانون على حماية القطط الكبيرة والأحياء البرية الأخرى في آسيا. فهذه القطط الكبيرة تتعرض للقتل نظراً لما يتمتع به فراؤها من قيمة عالية في السوق السوداء وبفعل الطلب على الأعضاء في جسمها لتركيب الأدوية التقليدية ولاستخدامات أخرى.

يساعد مشروع PREDATOR الدول على تنظيم العمليات عبر الوطنية، وعلى جمع بيانات الاستخبار، كما ويوفر الدعم اللازم في التحقيقات، ويصل بين أجهزة إنفاذ القانون والمنظمات الدولية وغير الحكومية بهدف سوق الصيادين غير المشروعين والأفراد في عصابات التهريب إلى العدالة.

مشروع WISDOM

من ضحايا الصيد غير المشروع الأفيال ووحيدي القرن، وذلك طمعاً بعاجها وقرونها. فيجري مثلاً نحت العاج ليُباع كقطع أثرية، بينما يتم طحن قرن وحيد القرن ليُستخدم في تركيب الأدوية التقليدية.

يدعم مشروع WISDOM البلدان الأعضاء في صونها لأنواع الحيوانات القيّمة هذه، وفي سعيها إلى القضاء على الشبكات الإجرامية الضالعة في صيد الأفيال ووحيدي القرن.

وقد تم تسجيل أعداد قياسية من الأفيال ووحيدي القرن التي جرى صيدها منذ عام 2010، حتى أن اثنين من الأنواع الفرعية من وحيدي القرن تعرضا للانقراض في السنوات الأخيرة.

أدت العمليات المنسقة في إطار مشروع WISDOM حتى الآن إلى توقيف أكثر من 1100 شخص، وضبط أطنان من العاج الخام ونحو 50 ألف غرض من العاج المنحوت. وتتخطى معدلات إدانة الموقوفين نسبة 80 بالمئة.

عملية Thunderstorm (2018)

استهدفت هذه العملية الضالعين في التجارة غير المشروعة بالأحياء البرية والأخشاب، وشاركت فيها أجهزة الشرطة والجمارك والوكالات الحدودية والهيئات المعنية بالبيئة والأحياء البرية والغابات من 93 دولة. أدت العملية إلى نحو ألفي ضبطية وإلى تحديد هوية نحو 1400 مشتبه به، مما أسفر عن اعتقال عديدين حول العالم.

عملية Thunderbird (2017)

هي عملية عالمية تصدت للاتجار غير المشروع بالأحياء البرية والأخشاب، وأدت إلى تحديد هوية نحو 900 مشتبه به وإلى 1300 ضبطية من المنتجات غير المشروعة قُدرت قيمتها بنحو 5.1 مليون دولار. شارك في العملية موظفون من أجهزة الشرطة والجمارك والوكالات الحدودية والهيئات المعنية بالبيئة والأحياء البرية والغابات من 49 دولة وإقليماً، وتكللت العملية بمجموعة من الضبطيات.

عملية Worthy II (2015)

استهدفت هذه العملية الاتجار بالعاج في أفريقيا وأسفرت عن اعتقال 376 شخصاً وضبط 4.5 أطنان من عاج الفيلة وقرون وحيدي القرن. كما أننا قمنا بإيفاد الأفرقة المتخصصة للمساعدة في التحقيقات مع 25 مجموعة إجرامية ضالعة في التجارة غير المشروعة.

عملية Paws II (2015) (حماية أنواع الأحياء البرية الآسيوية)

تم في هذه العملية ضبط أكثر من 13 طناً من المنتجات المصنعة من نحو ألف من آكلات النمل، وهي منتجات يُقدر أن قيمتها المتداولة في أسواق الشوارع تجاوزت مليوني دولار. وسعت عملية Paws II إلى تمتين التواصل وتعزيز تبادل بيانات الاستخبار بين الدول من خلال التحقيقات السيبرية، وتحليل البصمة الوراثية، وأنشطة إنفاذ القانون المشتركة التي تضم أجهزة الشرطة والجمارك والهيئات المعنية بالأحياء البرية.

الفريق العامل المعني بمكافحة الجرائم الماسة بالأحياء البرية

يتألف الفريق العامل المعني بمكافحة الجرائم الماسة بالأحياء البرية من الخبراء في هذا المجال، ويتمثل دورهم بوضع الاستراتيجيات والمبادرات لأجهزة إنفاذ القانون حتى تتصدى لهذه الجرائم على نطاق دولي. ويتولى الفريق العامل إطلاق العمليات الرامية إلى إلقاء القبض على مرتكبي الجرائم الماسة بالأحياء البرية، وضبط غنائم الصيد غير المشروع، وتفكيك الشبكات المنظمة المسؤولة عن هذا النوع من الجرائم. وبالإضافة إلى ما تقدم، يعمل الفريق مع أبرز الجهات الفاعلة المعنية بصون الأحياء البرية ومع أجهزة إنفاذ القانون لتعظيم الأثر العالمي الذي تولده مشاريع الفريق العامل وعملياته.