حماية التراث الثقافي أثناء حالة الإغلاق: تحدٍ للقيِّمين على المتاحف ولأجهزة الشرطة

٢٣ أبريل، ٢٠٢٠
المجلس الدولي للمتاحف والإنتربول يصدران توصيات مشتركة
Header

منذ بداية الأزمة الصحية الناجمة عن كوفيد-19، أُجبرت نسبة 95 في المائة من متاحف العالم على إغلاق أبوابها مؤقتا لحماية زوارها، فتدابير العزلة الذاتية تطرح تحديا هائلا على القيِّمين على المتاحف الذين يجب عليهم مواصلة ضمان أمن مجموعات تُحَفهم.

بيد أن لكل متحف واقعا مختلفا، ما يعني أن الحلول ستكون خاصة بكلٍ من تلك المؤسسات سواء من حيث الأفرقة المتناوبة، أو الخدمات الأمنية، أو الحَجْر في الموقع، وما إلى ذلك. إن المجلس الدولي للمتاحف (المجلس) يستنكر السرقات الأخيرة من متاحف في المملكة المتحدة وهولندا. ومن الأهمية بمكان، رغم تدابير الحَجْر المتخذة، الاستمرار في تحسين أمن المتاحف وتحديثه.

وطوال عقود، ما برح المجلس واللجنة الدولية لأمن المتاحف التابعة له يقدمان الدعم إلى الأوساط التي تُعنى بالمتاحف في توفير الأمن لمجموعات التُحف لديها عبر إسداء المشورة وتوفير الأدوات التي يسهل تنفيذها في ما يخص موظفي الأمن، وأنظمة كشف الدخلاء، وكاميرات مراقبة الدارة المغلقة (كاميرات المراقبة)، والاتصال الداخلي، وتقديم التقارير.

ويواصل الإنتربول، من خلال وحدته المعنية بالأعمال الفنية، دعم حماية التراث الثقافي في بلدانه الأعضاء الـ 194.

وإضافة إلى الدعم القائم، يوصي المجلس والإنتربول الآن بتطبيق أو تعزيز التدابير التالية:

التحقق من أنظمة الأمن والإنذار

يجب على المتاحف التي لم تجرِ بعد تحليلا لوضعها الأمني وتفعِّل خطط حماية، أن تقوم بذلك، وبخاصة ما يلي:

  • الإبقاء على خدمات الأمن على مدار الساعة وطيلة أيام الأسبوع (عدد الموظفين المدربين المتاحين الذين يمكنهم التنقل بسهولة، قائمة استبدال)؛
  • يجب أن تكون كل أنظمة كشف الدخلاء، لاسيما كاميرات المراقبة وأجهزة الإنذار، قادرة على العمل بكامل طاقتها (في الداخل والخارج، على مدار الساعة وطيلة أيام الأسبوع) وأن يتحقق موظفو الأمن منها بانتظام؛
  • استحداث إجراءات لضمان الاتصال المنتظم وسلسلة واضحة لتناقُل المعلومات بين أفراد الأمن والشخص المسؤول (الأشخاص المسؤولين) عن المؤسسة (من ينبغي الاتصال به، ووفق أي ترتيب، وتوفُّر أحدث أرقام الاتصال، وما إلى ذلك) وكذلك مع مقدمي الخدمات في الخارج (في حال استخدام مستودعات خارجية).

إجراءات التكيف

لدى غالبية المتاحف أصلا خطط للحماية الأمنية. ومع ذلك، فقد أظهر استطلاع أجراه المجلس مؤخرا يتعلق بأزمة كوفيد-19 أن نسبة تناهز 10 في المائة من المتاحف تعتبر أن التدابير الأمنية الإضافية غير كافية. لذا، يوصي المجلس بقوة بالتأكد من تكييف الإجراءات مع حَجْر الموظفين وتوفرهم. وعلى سبيل المثال:

  • يجب على موظفي إدارة وأمن المتاحف وضع قوائم حصرية وواضحة بالموظفين المصرَّح لهم بدخول المبنى؛
  • يجب على الحراس التحقق من محيط المبنى/الموقع (لا سيما في حال عدم وجود كاميرات مراقبة في الخارج)؛
  • ينبغي، إن أمكن، منع أو حصر اقتراب المركبات من المنطقة المحيطة بالمبنى (بمساعدة الشرطة)؛
  • يجب تجنب أي إزاحة للأعمال الفنية؛
  • ينبغي تقديم تقارير أمنية إلى إدارة المتاحف مرة واحدة في الأسبوع.
تأكدوا من أن لديكم بروتوكولا واضحا ومحدَّثا يراعي السياق الحالي ويتيح لكم إعلان حالات الطوارئ والتعامل معها على مدار الساعة وطيلة أيام الأسبوع. ورغم تدابير الحَجْر، يجب أن تكون المتاحف قادرة على مواجهة الظواهر الطبيعية (ارتفاع منسوب المياه، والرياح القوية، وما إلى ذلك)، والحرائق، والمشاكل الكهربائية، وتضرُّر الأعمال الفنية أو تعرضها للخطر، والسرقة، والتسلل إلى داخلها، وما إلى ذلك.

التواصل مع أجهزة الشرطة بانتظام

أجهزة الشرطة هي من الجهات التي تقف عند خط المواجهة في هذه الأزمة لأن احترام تدابير الحَجْر الصحي هو ضرورة مطلقة لمكافحة هذه الجائحة. ويشجع المجلس والإنتربول جميع مديري المتاحف على البقاء على تواصل وثيق مع جهات اتصالهم داخل جهاز الشرطة وعلى تبادل المعلومات بانتظام مع وزارتهم المعنية/المشرفة، إذا كان ذلك مناسبا.

إن التواصلَ المنتظم والتبادلَ السريع للمعلومات بين جهات الاتصال المعينة يشكلان ركيزتَيْ نظام يعتمده أصلا المجلس والإنتربول وشركاؤهما الدوليون مثل منظمة الجمارك العالمية واليونسكو والمعهد الدولي لتوحيد القانون الخاص (اليونيدروا). ولهذا السبب، يحث المجلسُ المتاحفَ التي تقع ضحية سرقة على الاتصال فوراً بجهاز الشرطة المناسب حتى يتمكن هذا الأخير من الاتصال بالمكتب المركزي الوطني التابع للإنتربول في بلداه وبوحدة الإنتربول المعنية بالأعمال الفنية، المسؤولة عن تسجيل المسروقات من الأعمال الفنية في قاعدة بياناته الدولية.

’’إن تاريخنا وثقافتنا محفوظان في المتاحف. ويتعين علينا اليوم، أكثر من أي وقت مضى، أن نحسِّن ونعزز التدابير الأمنية لحماية تراثنا من الاعتداءات وجشع المجرمين. والإنتربول ملتزم التزاما قويا بمكافحة الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية، الذي كان وما زال مرتبطا ارتباطا وثيقا بالجريمة المنظمة وتمويل الإرهاب‘‘. ستيفن كافانا, المدير التنفيذي للخدمات الشرطية في الإنتربول

التعاون مع المؤسسات الثقافية الأخرى التي تواجه الصعوبات عينها

ليست المتاحف هي وحدها من يتأثر بهذه الأزمة، فالمعالم والمواقع والمكتبات والمباني الدينية هي أيضا عرضة لها. وتشكل المسائل الأمنية في الوقت الحاضر مصدر قلق كبير لكل هذه المؤسسات. ونتيجةً لذلك، ينبغي إطلاع الجهات الأخرى على الحلول المبينة أعلاه. ويمكن خصوصا للتواصل مع الشرطة، بعد التشاور مع رؤساء هذه المؤسسات، أن يسمح بتوفير مراقبة معزَّزة حول المناطق الغنية بشكل خاص بالتراث الثقافي.

إشراك الجيران والمجتمع المحلي

تشكل المتاحف منبرا اجتماعيا حيويا داخل مجتمعاتها. وعندما يقع متحف ما في منطقة سكنية، يمكن توعية السكان المعزولين هم أنفسهم داخل منازلهم، بضرورة إبلاغ الشرطة في حال مشاهدتهم حركة مرور مشبوهة أو سماعهم ضجة مثيرة للشبهة في المتحف أو حوله. إن التأكدَ من أنهم على عِلم بمن عليهم الاتصال به وتصرفَهم بسرعة في حال حصول نشاط مشبوه هما إجراءان وقائيان هامان.

ابدأوا التفكير في الغد ...

’’نصيحتي هي أن تبدأوا التفكير في الطريقة التي ستعيدون فيها فتح أبواب متاحفكم عندما يحين الوقت المناسب لذلك. ينبغي لكم أن تبدأوا التفكير في كيفية تطبيق ذلك في متاحفكم. فالعودة السريعة إلى الوضع الطبيعي هي أفضل تدبير أمني يمكن للمرء أن يتخذه!‘‘ أنيت هانسن, رئيسة اللجنة الدولية لأمن المتاحف)

يتم إبلاغ المجلس والإنتربول بانتظام بمبادرات أمنية محددة - وحتى غير مسبوقة - لا يمكن، لأسباب بديهية، الإعلان عنها. بيد أنه، في زمن الأزمة هذا، يجب أن نشكر جميع الأفراد الذين يعملون داخل المتاحف وخارجها لتبقى مجموعات التحف محفوظة بأمان حتى يظل الجمهور قادرا على الوصول إليها في ظروفٍ مُثلى بمجرد إنهاء حالة الإغلاق. أشكركم على تفانيكم.