البوسنة والهرسك تقيم احتفالا لإحياء الذكرى السنوية العشرين لانضمامها إلى الإنتربول، الذي شكل منعطفا بارزا في تاريخها

١٥ نوفمبر، ٢٠١٢

سراييفو (البوسنة والهرسك) - في احتفال أُقيم بمناسبة مرور 20 عاما على انضمام البوسنة والهرسك إلى الإنتربول، قال الأمين العام رونالد ك. نوبل إن التفاني الذي أظهره هذا البلد في تعاونه مع أجهزة إنفاذ القانون على الصعيد الدولي جعله في طليعة البلدان الناشطة في العمل الشرطي في العالم.

وصرح أمام كبار المسؤولين المجتمعين في إدارة تنسيق أجهزة الشرطة للاحتفاء بذكرى إنشاء المكتب المركزي الوطني للإنتربول في سراييفو في عام 1992، أن هذه المناسبة تشكل فرصة لتسليط الضوء على أهمية الدور الذي يضطلع به كل من البلد والمنطقة في مكافحة الجريمة عبر الوطنية على الصعيد العالمي.

وسلط نائب وزير الأمن في البوسنة والهرسك، ملادن تسافار، الضوء على التعاون الوثيق بين بلده والإنتربول قائلا إن زيارة الأمين العام نوبل للمشاركة في الذكرى السنوية العشرين لإنشاء المكتب المركزي الوطني في سراييفو تفتح ’’آفاقا جديدة لتعزيز التعاون مع المنظمة العالمية للشرطة‘‘.

وقال السيد تسافار: ’’إن انضمام البوسنة والهرسك إلى الإنتربول قبل 20 عاما قد أتاح لهذا البلد الفتي التعامل بقدر أكبر من الفعالية مع المسائل المتصلة بالجريمة على الصعيد الدولي، من قبيل التهريب، والاتجار بالبشر، وغسل الأموال، والجرائم الحاسوبية، والإرهاب، وإساءة معاملة الأطفال، والفساد وغير ذلك من التحديات الأمنية التي تواجهها البشرية في يومنا هذا.‘‘

وقال الأمين العام نوبل إن البوسنة والهرسك أظهرت تصميما والتزاما جعلاها جهة رئيسية فاعلة في مكافحة الجريمة عبر الوطنية.

وذكّر السيد نوبل بأن المكتب المركزي الوطني في سراييفو كان في عام 2003 ضمن الدفعة الأولى من المكاتب المركزية الوطنية التي رُبطت بشبكة الإنتربول العالمية للاتصالات I-24/7. واليوم، أصبحت جميع المعابر الحدودية الدولية الـ 55 في البلد، التي تغطي مساحة 1 551 كيلومترا مربعا، موصولة بهذه المنظومة العالمية.

وفي هذا الصدد، اتُخذت خطوة رئيسية أخرى اليوم تتمثل في بدء توسيع نطاق شبكة الإنتربول لتشمل الأجهزة الأمنية في كانتونات البلد. وأتاح أول اتفاق من هذا النوع أُبرم مع وزارة الداخلية في كانتون نيريتفا الهرسك ربطه بشبكة الإنتربول العالمية للاتصالات الشرطية، الأمر الذي فتح الطريق أمام تعزيز التعاون بين الإنتربول وجميع كانتونات البوسنة والهرسك. وشملت الأطراف الموقعة على هذا الاتفاق مدير إدارة تنسيق أجهزة الشرطة، السيد هيمزو سليموفيتش.

وأُبلغ الحاضرون في الاحتفال بأن البوسنة والهرسك هي من بين البلدان العشرة الأوائل في الإنتربول التي تستخدم قواعد بيانات المنظمة العالمية للشرطة، وقد أجرت حتى هذا التاريخ 22 مليون عملية بحث في عام 2012 بمفرده، في مقابل ستة ملايين عملية بحث في عام 2010. والبوسنة والهرسك عضو رئيسي أيضا في رابطة قادة الشرطة في جنوب شرق أوروبا التي تتعاون مع الإنتربول منذ إنشائها في عام 2002.

ورحّب السيد نوبل بمشاركة البوسنة والهرسك في مؤتمر الخبراء الدولي الخامس المعني بجرائم الإبادة الجماعية وجرائم الحرب والجرائم المرتكبة ضد الإنسانية الذي تستضيفه الأمانة العامة للإنتربول في مقرها في ليون (فرنسا) في الفترة من 20 إلى 22 تشرين الثاني/ نوفمبر. وشدد على أن التعاون الدولي يكتسي أهمية بالغة للكشف عن المشتبه بضلوعهم في ارتكاب جرائم حرب وتحديد مكانهم وتوقيفهم، مثل ألكسندر تسفيتكوفيتش الذي تطلب السلطات البوسنية توقيفه لضلوعه في جرائم إبادة جماعية والذي أصدر الإنتربول بشأنه نشرة حمراء. وقد أسفر التعاون بين الإنتربول والسلطات في إسرائيل والبوسنة والهرسك عن توقيف هذا الشخص الفارّ في القدس في كانون الثاني/يناير 2011.

وقال السيد نوبل: ’’في هذه الذكرى السنوية العشرين لإنشاء المكتب المركزي الوطني في سراييفو نستذكر بألم الأحداث المأسوية التي شهدتها منطقة البلقان في فترة التسعينيات. والبوسنة والهرسك لم تعد في حالة حرب، ولكنها لن تنعم بالسلام إلا بعد أن تتحقق العدالة. واسمحوا لي بالتالي أن أهنئ بلدان جنوب شرق أوروبا على مشاركتها في توقيف 161 شخصا أدانتهم المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة‘‘.

وأضاف الأمين العام للإنتربول أن النشرات الحمراء الـ 27 التي صدرت بناء على طلب البوسنة والهرسك لملاحقة أشخاص مطلوبين على الصعيد الدولي في جرائم حرب لا تزال تشكل أولوية للإنتربول.

واختتم الأمين العام نوبل قائلا: ’’لقد دخلنا حقبة جديدة في طريقة التصدي للتحديات التي تطرحها الجريمة عبر الوطنية. وسيظل الإنتربول إلى جانبكم كما فعل طوال السنوات العشرين الماضية لملاحقة المجرمين الذين أعاقوا تقدم البوسنة والهرسك لفترة طويلة‘‘.

وزار الأمين العام نوبل أيضا خلال مهمته في سراييفو اللجنة الدولية المعنية بالمفقودين حيث أجرى محادثات مع مديرتها العامة السيدة كاترين بومبرغر.

والتقى السيد نوبل أيضا بعدنان ميفتش، الصبي البالغ من العمر 13 عاما، الذي اختارته الأمم المتحدة بشكل رمزي ليكون الطفل الذي وصل بولادته عدد سكان العالم إلى 6 مليارات نسمة في تشرين الأول/أكتوبر 1999. وفي هذا الوقت الذي يتجاوز فيه عدد سكان العالم سبعة مليارات نسمة ولا يفتأ يتزايد، يأتي لقاء الأمين العام بهذا الطفل المولود في بلد مزقته الحرب ليجسد أهمية الدور الذي يؤديه الإنتربول لتوفير عالم أكثر أمانا تنمو فيه أجيال الغد.