الأمين العام للإنتربول يقول إن المنظور الأمني لأيّ مؤسسة عالمية لا يمكن أن يستند إلى منظور بلد واحد فحسب

١٥ يونيو، ٢٠١٢

فلورنسا (إيطاليا) - قال الأمين العام للإنتربول رونالد ك. نوبل إن الكشف السريع عن التهديدات الناشئة يتطلب إقامة صلات مع أكبر عدد ممكن من المصادر التي توفر معلومات عن التهديدات والمخاطر من أكبر عدد ممكن من البلدان.

وقال السيد نوبل مخاطبا المشاركين في مؤتمر جامعة نيويورك المتعلق بالمهارات القيادية لعام 2012، الذي عُقد يوم الجمعة في فلورنسا: ’’إذا نظرنا إلى العالم من الزاوية الأمنية لرأينا أنّه يتغيّر باستمرار وفي كل مكان. وبالتالي، لا يمكن النظر إليه من منظور بلد واحد فحسب وفي مرحلة زمنية محددة‘‘.

وأضاف الأمين العام أنه لا يمكن النظر إلى الأحداث العالمية من منظور بلد واحد فقط، ولا سيما أن موظفي مؤسسة ما قد يتواجدون في أي مكان في أي وقت.

وأشار في هذا السياق إلى أن الاضطرابات التي شهدتها القاهرة في عام 2011 وأفضت إلى سقوط الرئيس مبارك قد حالت دون خروج حوالى 40 شخصا من طلبة جامعة نيويورك وأعضاء الهيئة التدريسية من مصر حيث كانوا يشاركون في مشروع للتنقيب عن الآثار في مدينة أبيدوس. ولكن بفضل المهارات القيادية الاستثنائية التي أظهرها كل من رئيس جامعة نيويورك السيد جون سكستون وفريقه الممتاز من إداريين وأساتذة، تم إجلاء موظفي الجامعة وطلبتها جوا من القاهرة بمساعدة جامعة نيويورك في أبوظبي بدون أن يُصاب أحد منهم بأذى.

وأضاف الأمين العام قائلا: ’’تسعى جامعة نيويورك جاهدة يوما بعد يوم إلى ضمان أن تراعي المبادئ الأمنية التي تقوم عليها شبكتها العالمية المنظور الأمني للبلد الذي يوجد فيه طلبتها وأعضاء هيئتها التدريسية وموظفوها. وشريط الفيديو الذي أعدّته الجامعة عن إجلاء طلبتها وأساتذتها من مصر بالغ الأهمية في هذا الصدد‘‘.

وقال السيد نوبل إن على المنظمات والمؤسسات مثل الإنتربول وجامعة نيويورك أن تكون مستعدة لمواجهة أيّ طارئ قبل أن يسافر المنتمون إليها على الصعيد الدولي.

وأضاف أن إحدى مراحل عملية الاستعداد الهامة في هذا المجال تتمثل في الحرص على ضمان حيازة المؤسسة المعنية عناوين الاتصال والبيانات الشخصية للمنتمين إليها لتتمكن من تحديد مكان وجودهم وتبيّن هويتهم وتقديم المساعدة لهم بأكبر قدر من الفعالية والسرعة.

وفي هذا الصدد، رحب السيد نوبل بالتطور الإيجابي المتمثل في استحداث منظومة المسافر في جامعة نيويورك NUY Traveler System)) التي أُعدَّت بإشراف نائب الرئيس لشؤون السلامة العامة في الجامعة السيد جولز مارتن، لتزويد المنتمين إلى الجامعة المنتشرين في جميع أنحاء العالم بالأدوات والخدمات والمعلومات اللازمة لهم للسفر والمحافظة على سلامتهم.

وأما في ما يتعلق بالإنتربول، فقال الأمين العام إن المنظمة قد أُعيد تنظيمها قبل عشر سنوات لتتمكن من التصدي للتحديات التي تواجه عالم اليوم، وتتيح لها شبكتها العالمية الكشف بسرعة عن التهديدات الناشئة وإصدار تنبيهات بشأنها وتعميمها على جميع البلدان الأعضاء بشكل آني وعلى مدار الساعة.

(لا يزال السيد نوبل يشغل منصب أستاذ متفرّغ في القانون في كلية الحقوق التابعة لجامعة نيويورك؛ وهو حاليا في إجازة من الجامعة إذ يشغل منصب الأمين العام للإنتربول).